الأزمة الأوكرانية على رأس جدول الأعمال… بوتين يلتقي ترامب في ولاية ألاسكا

قبل لقائه المرتقب اليوم الجمعة، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى مدينة ماغادان  في ولاية ألاسكا، وسط “توقعات منخفضة”، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن بوتين سيزور خلال رحلته مواقع للإنتاج الصناعي في ماغادان، ويعقد اجتماعاً مع حاكم الإقليم سيرغي نوسوف.

وأضاف بيسكوف: “بعد ذلك سيتوجه إلى ولاية ألاسكا للتعامل مع الشؤون الروسية-الأمريكية”.

وتفصل بين ماغادان ومدينة أنكوراج، التي ستستضيف القمة الروسية الأمريكية، مسافة تقدر بنحو 3 آلاف كيلومتر، أي ما يقارب ألفي ميل، مع زمن طيران يقارب أربع ساعات.

ويعد هذا أول وصول لبوتين إلى ماغادان منذ ديسمبر/كانون الأول 2011 حين كان يشغل منصب رئيس الوزراء، فيما كانت زيارته الأولى للمنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، حيث ترأس حينها اجتماعا حول تطوير صناعة تعدين الذهب، وزار وحدة حرس الحدود في ماغادان، كما تفقد مجمعا رياضيا ترفيهيا جديدا.

وكان الكرملين والبيت الأبيض قد أعلنا في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب سيلتقيان في ألاسكا في 15 أغسطس/آب.

محادثات ثنائية

وصرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن اللقاء سيبدأ في قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” العسكرية الساعة 22:30 بتوقيت موسكو، حيث سيجري الرئيسان أولاً محادثات ثنائية، ثم اجتماعاً موسعاً بحضور وفدي البلدين.

وسيشارك في المباحثات إلى جانب أوشاكوف، وزير الخارجية سيرغي لافروف، وزير الدفاع أندريه بيلوسوف، وزير المالية أنطون سيلوانوف، والممثل الخاص للرئيس للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية كيريل دميترييف.

وسيدلي بوتين وترامب بكلمات قصيرة قبل بدء المباحثات، يليها مؤتمر صحافي مشترك. وستكون الأزمة الأوكرانية على رأس جدول الأعمال.

ورغم لهجته الأكثر حدة تجاه موسكو في الأشهر الأخيرة، يملك ترامب تاريخًا من محاولات استرضاء بوتين. فحين غزت روسيا أوكرانيا عام 2022، تجنّب انتقاده بشكل مباشر، بل تلقى إشادة من الرئيس الروسي لعمله على تحسين العلاقات بين البلدين.

فخ بوتين

واليوم، يراقب المحللون عن كثب ما إذا كان سيعيد إحياء هذا الود، ويتأثر بحجج بوتين في أن لروسيا الحق بالسيطرة على أوكرانيا.

في مقابلات مع وكالة رويترز، قال دان فريد، وهو دبلوماسي عمل مع عدد من الرؤساء الأميركيين، إن هناك مخاوف مشروعة من أن يقع ترامب في فخ بوتين ويبرم صفقة مجحفة بحق أوكرانيا، لكنه أضاف أن نتيجة مغايرة تبقى ممكنة إذا أدركت الإدارة أن بوتين ما زال يناور.

أما نيكولاس فينتون، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فأشار إلى أن التصعيد في الخطاب لم يُترجم حتى الآن إلى عقوبات أمريكية جديدة أو دعم مالي إضافي لأمن أوكرانيا، إذ أرجئت مواعيد فرض العقوبات التي وعد بها ترامب.

من جانبه، عبّر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في ولاية ترامب الأولى، عن قلقه من أن بوتين بدأ يمارس تأثيره الشخصي على ترامب، محذرًا من أن السياسة الخارجية لا تقوم على العواطف، بل على حسابات دقيقة.

 غضب أوروبي

وأثار ترامب غضب كييف وعواصم أوروبية مؤخرًا بتصريحاته التي اعتبرت أن التوصل إلى سلام يتطلب تبادلًا للأراضي بين روسيا وأوكرانيا، في وقت لم تُبدِ فيه موسكو أي استعداد لتقديم تنازلات.

وقد شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن أي مفاوضات لن تكون مجدية ما لم تُعقد في ظل وقف لإطلاق النار.

ويُذكر أن ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير، عمل على إعادة إحياء علاقاته مع بوتين، مبدياً تعاطفًا مع عزلة الزعيم الروسي وتعهدًا بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى