مظاهرة ضخمة في نيوزيلندا تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل ومحاكمة قادتها

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تدعو إسرائيل لوقف عملياتها في غزة

في مظاهرة وصفت أنها الأكبر من نوعها منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية، جاب آلاف المتظاهرين شوارع مدينة أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا، اليوم السبت، للتنديد بجرائم إسرائيل في قطاع غزة والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وقالت مجموعة “أوتياروا من أجل فلسطين” إن نحو 50 ألف شخص شاركوا في “مسيرة من أجل الإنسانية” في وسط أوكلاند صباح اليوم السبت. وقدرت الشرطة النيوزيلندية عدد الحضور بنحو 20 ألف شخص.

وقالت آرام راتا، المتحدثة باسم المجموعة، إنها أكبر مسيرة في نيوزيلندا لدعم الفلسطينيين منذ اندلاع الصراع في غزة.

“لا تطبيع للإبادة الجماعية”

وذكرت هيئة الإذاعة النيوزيلندية العامة أن الكثير من المشاركين في الاحتجاج اليوم السبت رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات من بينها “لا تطبيع للإبادة الجماعية“.

وقالت راتا إن المنظمين، بعد مسيرة أغلقت جسر ميناء سيدني الشهير في أغسطس، أرادوا إغلاق جسر رئيسي في المدينة مع مسيرة السبت، لكنهم اضطروا إلى التخلي عن تلك الخطط أمس الجمعة بسبب الرياح القوية.

وقالت مجموعة أوتياروا من أجل فلسطين إنها تريد من الحكومة الائتلافية في نيوزيلندا المنتمية إلى يمين الوسط فرض عقوبات على إسرائيل.

وكان رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون قد وصف في أغسطس الجرائم الإسرائيلية الأخيرة في غزة، بما في ذلك نقص المساعدات الإنسانية، بأنها “مروعة جدا”، وتدرس نيوزيلندا ما إذا كانت ستعترف بدولة فلسطينية.

المغرب واليمن

كما تظاهر آلاف المغاربة واليمنيين، الجمعة، للمطالبة بوقف حرب الإبادة وسياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو سنتين.

وشملت المظاهرات في المغرب مدنا شمالية مثل تطوان وطنجة والقصر الكبير وشفشاون والعرائش، وجنوبية مثل إنزكان وتارودانت وتزنيت وأكادير، إضافة إلى مدن بالغرب كالدار البيضاء والجديدة وسيدي سليمان، ومدن شرقية منها بركان ووجدة وتاوريرت.

أما في اليمن، فشارك مئات الآلاف في المظاهرات المناصرة لغزة، والتي حملت شعار “وفاء للشهداء، لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات”.

جاء ذلك رغم العدوان الإسرائيلي المتكرر على اليمن وسقوط ضحايا من المدنيين بعدما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منازلهم على رؤوسهم.

ورفع المتظاهرون لافتات تُندد بالجرائم الإسرائيلية والإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة وسياسة التجويع المُمنهجة.

كما ردد المتظاهرون هتافات ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية على اليمن واستهداف الأحياء، وأعربوا عن تأكيدهم على استمرار بلادهم في إسناد غزة مهما كلفهم الأمر.

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تدعو إسرائيل لوقف عملياتها في غزة

وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، دعا بيان مشترك لوزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا الجمعة إلى “وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة”.

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث: “ندعو بشكل عاجل إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة والتي تتسبب في نزوح جماعي للمدنيين وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير بنى تحتية حيوية”.

وأضاف البيان: “ندعو إلى تمكين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية من العمل بشكل آمن وعلى نطاق واسع في كل أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك الشمال”.

إسرائيل تواصل إبادة الفلسطينيين

وقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة، وقتلت الغارات الإسرائيلية 70 فلسطينيا وأصابت العشرات في قطاع غزة منذ فجر السبت، بينهم 56 في مدينة غزة وحدها.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل سكنية وأبراجا تؤوي نازحين، إضافة إلى مدارس وخيام مكتظة بالمدنيين.

وقال مصدر فلسطيني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن أكثر من 18 غارة استهدفت مدارس تؤوي نازحين وخيام إيواء ومنازل مأهولة، بعد أن طلب من سكان بعضها الإخلاء تمهيدا لقصفها.

كما قصف منازل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ودمر مدرسة تضم نازحين، و16 بناية سكنية منذ ساعات الصباح، ما أدى إلى تهجير مئات العائلات إلى الشوارع في ظل غياب أماكن للإيواء والحماية بفعل القصف المتواصل.

وأفادت مصادر محلية أن مئات الفلسطينيين نزحوا من مدينة غزة باتجاه منطقة المواصي غرب خانيونس جنوبي القطاع، وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة، فيما اضطرت بعض العائلات إلى العودة مجددا إلى غزة لعدم توفر أماكن مناسبة للنزوح في الجنوب.

وفجّر جيش الاحتلال عبوات ناسفة (ريبورتات مفخخة) في مناطق شرق حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى تدمير كامل لعدد من المنازل والمباني السكنية بفعل قوة الانفجارات.

وزارة الصحة بقطاع غزة، أعلنت الجمعة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 64 ألفا و756 شهيداً و164 ألفا و59 مصابا.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى