إسرائيل تبدأ عملية احتلال غزة وترتكب سلسلة مجازر مروعة بحق الفلسطينيين
ترامب يحذر حماس ونتنياهو يحرض على الإبادة والمجتمع الدولي يندد

وسط تحذيرات دولية واسعة بالعملية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بدء العملية البرية لاحتلال مدينة غزة من خلال توغل لواءين (98 و162) إلى أطراف المدينة، تمهيداً للتقدم باتجاه الأحياء.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن العملية بدأت حوالي الساعة العاشرة من مساء الاثنين مع غارات جوية مكثَّفة لتمهيد الطريق، مشيراً إلى أنه من المقرر أن ينضم اللواء 36 إلى القتال خلال الأيام المقبلة.
وارتكب قوات الاحتلال سلسلة مجازر مروعة في المدينة أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض.
وبحسب المصادر الطبية الفلسطينية، فقد استشهد 94 فلسطينياً في قطاع غزة، منذ منتصف ليل الثلاثاء، منهم 82 في مدينة غزة جرّاء أحزمة نارية وغارات جوية كثيفة على غرب المدينة.
وأفادت مصادر في الدفاع المدني بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة في منطقة الأمن العام شمال مدينة غزة بعد قصف منزل يؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 428 شهيدا بينهم 146 طفلا.
أوامر تهجير لمدينة غزة
وجدد جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر تهجير مدينة غزة، وطالب الفلسطينيين بمغادرتها “في أسرع وقت ممكن”، زاعماً أنه بدأ تدمير البنية التحتية لحركة “حماس”.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، في منشور على منصة “إكس”، موجهاً حديثه إلى الأهالي: “تعتبر مدينة غزة منطقة قتال خطيرة فالبقاء في المنطقة يعرضكم للخطر”.
وتابع: “انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيراً على الأقدام”.
نتنياهو يحرض على الإبادة الجماعية
واليوم الثلاثاء، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حرضوا على هذه الأفعال.
واستشهدت اللجنة بأمثلة لدعم النتائج التي خلصت إليها بشأن الإبادة الجماعية، منها حجم عمليات قتل الفلسطينيين، وعرقلة المساعدات، والنزوح القسري، وتدمير مركز للخصوبة، ما يضيف صوتها إلى جماعات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات التي توصلت إلى نفس النتيجة.
وقالت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة والقاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية، إن “إبادة جماعية تحدث في غزة”.
وأضافت “تقع المسؤولية عن هذه الجرائم المروعة على عاتق السلطات الإسرائيلية على أعلى المستويات التي قادت حملة إبادة جماعية منذ ما يقرب من عامين بهدف محدد هو القضاء على الفلسطينيين في غزة”.
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إسرائيل لوقف “المذبحة” بمدينة غزة
من جانبه، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ، الثلاثاء، قائلاً إن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك.
وأضاف، خلال تصريحات للصحافيين في جنيف: “لا يسعني إلا أن أفكر فيما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة”.
وتابع: “الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريد وضع حد لهذا، وما نراه هو مزيد من التصعيد وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
مصر تحذر من دخول المنطقة مرحلة “فوضى شاملة”
وأدانت مصر بـ”شدة” بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، وقالت في بيان لوزارة الخارجية إنها “تشكل تصعيداً خطيراً، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتعكس إصرار الجانب الإسرائيلي على ممارسة سياسة متهورة، وتنذر بعواقب شديدة السلبية على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمنطقة بكاملها”.
وحذرت مصر من المخاطر الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية على المنطقة، و”هي على أعتاب مرحلة جديدة من الفوضى الشاملة نتيجة التهور الإسرائيلي، والتمادي في الغطرسة بصورة فادحة، ستضر حتماً بمصالح كافة الأطراف الإقليمية، والدولية دون استثناء”.
وحملت القاهرة “الأطراف الدولية الفاعلة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من ترد شديد، وعدم التحرك لمواجهة ما يتم ارتكابه من جرائم وإبادة”، مطالبة بـ”ضرورة احترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون”.
كما دعت لاتخاذ خطوات حقيقية نحو إنهاء الحرب على قطاع غزة، وإنقاذ حياة الفلسطينيين، بعد ما تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية من قتل ما يقارب من 65 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب على غزة، وإصابة مئات الآلاف، وتدمير البنية التحتية.
وشددت مصر على “التبعات الخطيرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية على مجمل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، لا سيما في ظل ما تفرضه إسرائيل من حصار، ومجاعة على الشعب الفلسطيني في القطاع، منددة بما يصاحب العملية العسكرية من تشريد، وتنكيل بالسكان الفلسطينيين في القطاع”.
المفوضية الأوروبية ستفرض عقوبات على إسرائيل
بدورها، قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، إن مفوضي الاتحاد الأوروبي سيوافقون غداً، الأربعاء، على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل بسبب حربها على غزة.
وذكرت المتحدثة للصحافيين: “سيتبنى المفوضون غداً حزمة من الإجراءات ضد إسرائيل.. على وجه التحديد، اقتراح بتعليق بعض الأحكام التجارية في الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل”.
بريطانيا تعتبر العملية الإسرائيلية “متهورة ومروعة”
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في غزة “متهورة ومروعة”، مؤكدة أنها لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدماء وتعريض حياة المدنيين والمحتجزين للخطر.
وأوضحت كوبر، في منشور على منصة “إكس”، أن هناك حاجة ملحة إلى “وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، ووضع مسار نحو سلام دائم”.
من جانبها، أبرزت الخارجية التركية أن “إطلاق إسرائيل عملية برية في مدينة غزة يعد مرحلة جديدة من خطط الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة نتنياهو”.
وتابعت: “المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ملزم بتحمل مسؤولياته لضمان وقف إطلاق النار في غزة”.
ترامب يحذر حماس
أمّا الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد جدد تحذيراته لحركة حماس من تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
وأكد في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء أن “حماس ستواجه مشكلة كبرى إذا استخدمت الرهائن دروعاً بشرية”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
كما أردف قائلا حين سئل عن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة: “لا أعلم الكثير سوف ننتظر لنرى ما سيحدث، لأنني سمعت أن حماس تحاول استخدام الأسرى دروعا بشرية، وإذا فعلوا ذلك فسوف يقعون في مشكلة كبيرة”.
حماس تعتبر تصريحات ترامب انحياز واضح لإسرائيل
وكانت حماس اعتبرت أمس أن تحذيرات الرئيس الأميركي انحياز واضح لإسرائيل.
ورأت في بيان أن “الإدارة الأميركية تعلم أن مجرم الحرب نتنياهو يعمل على تدمير كل فرص الوصول إلى اتفاق يُفضي إلى الإفراج عن الأسرى ووقف حرب الإبادة الوحشية على القطاع، وآخرها الهجوم على قطر، ومحاولة اغتيال الوفد المفاوض أثناء مناقشة الورقة الأميركية الأخيرة”.
فصل جديد من الإبادة الجماعية
وأضافت الحركة في تصريح صحافي أن “هذه الجرائم، التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية، تجري تحت غطاء سياسي وعسكري مكشوف من الإدارة الأميركية، التي تتحمّل المسؤولية الكاملة عن نتائج هذا العدوان، ونعتبرها شريكاً أساسياً في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الجاري في غزة”.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى “اتخاذ قرارات ومواقف مسؤولة وحاسمة، تتوازى مع حجم هذه المجازر، وإجبار الاحتلال الصهيوني على إنهاء هذه الحرب ورفع الحصار عن غزة”.
كما دعت “الدول العربية والإسلامية، وشعوب العالم أجمع، إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية والإنسانية تجاه غزة وشعبها الذي يُباد، والإسراع في كبح سلوك نتنياهو وحكومته الفاشية، والتصدّي لمخططاتهم التوسّعية المُعلَنة، التي تستهدف فلسطين والمنطقة برمّتها”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، راح ضحيته نحو 64 ألفا و871 شهيد، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة لآلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم.