ليلة دامية في غزة… إسرائيل ترتكب سلسلة من جرائم الإبادة والتهجير بحق الفلسطينيين
كندا تندد بالهجوم الإسرائيلي وأيرلندا تدعو إلى محاسبة حكومة الاحتلال

واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة والتهجير بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث نفذت قواتها سلسلة من المجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين، إضافة لتدمير عدد من الأبراج والمباني السكنية.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على قطاع غزة دمرت مزيدا من المنازل وخلفت عشرات الشهداء والجرحى، فجر اليوم الأربعاء، تزامنا مع توسيع الهجوم البري لاحتلال مدينة غزة، كما استهدفت نازحين بمنطقة المواصي التي تدعي أنها “منطقة آمنة” بجنوب القطاع.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة، إن 106 فلسطينيين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال منذ فجر الثلاثاء، منهم 91 في مدينة غزة، ومن هؤلاء، 40 استشهدوا في غارات إسرائيلية استهدفت 3 منازل لعائلات زقوت وحميد وبعلوشة في منطقة الأمن العام شمالي مدينة غزة.
ويقدر جيش الاحتلال والجهات الأمنية أنهم هجروا نحو 400 ألف شخص من غزة منذ بدء حملة الإبادة على المدينة المكتظة بالسكان بعدد يقارب 1.2 مليون.
وهذا الرقم تنفيه الجهات الفلسطينية في غزة، على الرغم من تواصل التهجير القسري تحت مجازر إسرائيلية متواصلة.
قصف مستشفى الرنتيسي التخصصي الوحيد في القطاع
وكان طيران الاحتلال قد شنّ غارات على الطوابق العلوية للمستشفى على 3 مرات متابعة يفصل بينها بضع دقائق.
ولفتت الوزارة إلى أن 40 حالة غادرت المستشفى بحثا عن أماكن آمنة والنجاة بأطفالهم نتيجة القصف، فيما تبقى 40 مريضا مع مرافقيهم و12 حالة عناية مركزة، و30 من طاقم المستشفى.
وقالت الوزارة إن “الجريمة تؤكد من جديد على سياسة الاحتلال الممنهجة لضرب وإخراج المنظومة الصحية في قطاع غزة عن الخدمة بشكل كامل”.
وأشارت إلى أن مستشفى الرنتيسي التخصصي الوحيد في قطاع غزة حيث يضم تخصصات الأورام وغسيل الكلى وتخصصات أخرى كأمراض الجهاز التنفسي والهضمي.
ويتواجد بالمستشفى 80 مريضا يتلقون العلاج ضمن تخصصات مختلفة إضافة الى 4 حالات عناية بالأطفال و8 حالات عناية بحديثي الولادة.
كندا: الهجوم الإسرائيلي على غزة “مروع”
وتواصلت ردود الأفعال الدولية على جرائم إسرائيل في قطاع غزة.
فقد نددت كندا، الأربعاء، بالهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة، ووصفته بالمروع، داعية الحكومة الإسرائيلية للالتزام بالقانون الدولي.
وكتبت وزارة الخارجية الكندية عبر حسابها على “إكس”: “الهجوم البري الجديد لإسرائيل في مدينة غزة مروع، ويفاقم الأزمة الإنسانية ويعيق إطلاق سراح الرهائن. يجب على حكومة إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي”.
وأضافت الوزارة: “كندا تقف مع الشركاء الدوليين في المطالبة بوقف إطلاق نار فوري ودائم، وتقديم مساعدات إنسانية غير مقيدة، والإفراج عن جميع الرهائن”.
تقييم العلاقة مع إسرائيل
كانت كندا قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها بصدد “تقييم” علاقاتها مع إسرائيل، في أعقاب الضربات الإسرائيلية “غير المقبولة” على الدوحة التي استهدفت قادة في حركة حماس.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية، أنيتا أناند، خلال مؤتمر صحفي: “هذا انتهاك للمجال الجوي القطري، في وقت تحاول فيه قطر العمل من أجل السلام”.
وأكدت أناند، أن بلادها تعتبر هذا الهجوم “غير مقبول”.
وأدلت أناند بتعليقاتها عندما سئلت عن ما إذا كانت كندا ستحذو حذو المفوضية الأوروبية، التي قالت إنها ستقترح تعليق تدابير متعلقة بالتجارة في اتفاق الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.
وأضافت للصحفيين على هامش اجتماع الحزب الليبرالي الحاكم: “نُقيّم علاقتنا مع إسرائيل”.
وعندما سئلت تحديدا عما إذا كانت كندا تدرس فرض أي نوع من العقوبات على إسرائيل، أجابت: “سنواصل تقييم خطواتنا التالية”.
أيرلندا تدعو إلى محاسبة حكومة الاحتلال
بدوره، دعا رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن، الثلاثاء، إلى محاسبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد تقرير لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة يؤكدا أن ما تشهده قطاع غزة إبادة جماعية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مارتن للصحافيين عقب فعالية لحزبه في دوغلاس، تطرق خلاله إلى تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد مارتن أن إبادة جماعية تُرتكب بوضوح شديد في غزة، مضيفا: “يسرني أن هذا التقرير الجاد للغاية شامل ويستند إلى حقائق”.
وتابع “رئيس اللجنة التي أعدت التقرير كان ضمن الفريق الذي أعد تقريرا عن الإبادة الجماعية في رواندا، ولذا لا يستطيع أحد أن يشكك في الحكم الذي توصلوا إليه”.
وشدد مارتن أن أفعال إسرائيل في غزة تستوفي أربعة من المعايير الخمسة للإبادة الجماعية.
وأضاف “كلنا نشهد على ذلك، فجميع المباني في غزة دُمِّرت، والتقرير يُظهر أن 90 في المئة من المساكن قد دُمرت بالكامل، وتم القضاء على المؤسسات التعليمية، والبنية التحتية الصحية ومرافق الصحة الإنجابية، هذا يعني أنكم تهاجمون المواليد الجدد”.
ودعا مارتن العالم إلى “وقف سفك الدماء والمجازر بحق المدنيين”، مضيفا “وفقا لتقرير الأمم المتحدة، من الواضح أن إبادة جماعية قد حدثت، وسيتعين محاسبة الحكومة الإسرائيلية على ما حدث”.
إسرائيل ارتكبت في غزة 4 من أصل 5 ممارسات إبادة جماعية
والثلاثاء، أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بقطاع غزة.
ودعت اللجنة دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها للجمها، وأصدرت تقريرها ضمن الدورة 60 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وخلص تقرير اللجنة إلى أن إسرائيل ارتكبت في غزة 4 من أصل 5 ممارسات إبادة جماعية محددة في “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
وأوضح أن الأفعال هي “القتل، وإلحاق أذى جسدي أو نفسي جسيم، ومفاقمة متعمدة للظروف المعيشية للفلسطينيين إلى حد تدميرهم كليا أو جزئيا، وتطبيق اجراءات تهدف إلى منع الإنجاب”.
وأضاف التقرير: “خلصت اللجنة إلى أن دولة إسرائيل مسؤولة عن الفشل في منع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن ارتكابها، وعن عدم معاقبة مرتكبيها”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، راح ضحيته نحو 64 ألفا و871 شهيد، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة لآلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم.