أبرز أزمات المجتمعات البشرية مع الأوبئة القاتلة

لم يكن وباء كورونا المستجد في كانون الأول/ديسمبر في الصين، حيث فتك حتى الآن بحياة أكثر من 100 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، وإصابة قرابة مليون و 700 ألف شخص التحدي الأول أمام المجتمعات البشرية.

فقد تعرض العالم لعدة أزمات خطرة مع الأوبئة القاتلة التي تظهر بشكل مفاجئ يربك حسابات الحكومات ومراكز البحث العلمي ويذهب ضحيتها ملايين البشر.

يوجز الأوبزرفر العربي عرضاً مقارناً حول أخطرها:

الطاعون الأنطوني

في عام 165ميلادية تم تسجيل الطاعون الأنطوني، وقال المؤرخ الروماني كاسيوس ديو إن هذا الوباء تسبب في وفاة ما لا يقل عن ألفي شخص يوميا حينئذ، وذكرت بعض الدراسات الحديثة أن الطاعون الأنطوني لم يكن سوى مرض الجدري وقد جاء تحديد هذا المرض بناء على وصف أعراضه التي دونها المؤرخ كاسيوس ديو.

واستمر هذا الوباء في الانتشار إلى سنة 180 وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بحسب دائرة معارف التاريخ القديم.

الطاعون الأسود

شهدت أوروبا عامي 1348 و 1349 ما عرف باسم وباء الطاعون الأسود الذي أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص.

وذكرت دراسة صدرت عام 2018 أن البشر كانوا المسؤولين عن العدوى في ذلك الوقت وليس الفئران.

طاعون لندن العظيم

شهدت العاصمة البريطانية عامي 1665 و 1666 ما عرف باسم طاعون لندن العظيم والذي وصلها قادما من هولندا والذي تجاوز عدد ضحاياه الـ 100 ألف شخص وهو ربع عدد سكان المدينة حينئذ، وفي عام 2011 تمكن علماء من معرفة جينات جرثومة مرض “الموت الأسود” أو الطاعون من خلال استخراج أجزاء دقيقة من الحامض النووي للبكتيريا من أسنان جثث من العصور الوسطى عثر عليها في لندن، وقالوا إن هذه الجرثومة هي أصل كل البكتيريا المسببة للطاعون حديثا.

الحمى الصفراء

انتشر وباء الحمى الصفراء بمنطقة فيلادلفيا الأمريكية عام 1793 وتسبب في مقتل حوالي خمسة وأربعين ألف شخص.

الطاعون العظيم بمدينة مارسيليا الفرنسية

في عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية الطاعون العظيم الذي قتل في أيام 100 ألف شخص أيضا.

الكوليرا

في عام 1820 فتكت الكوليرا بالكثيرين في جنوب شرق آسيا وبلغ عدد الضحايا أكثر من 100 ألف شخص. وقد ظهرت في مدينة كالكوتا في الهند ومنها انتشرت في جنوب آسيا والشرق الأوسط وساحل البحر الأبيض المتوسط وقد وصل هذا الوباء إلى الصين.

طاعون منشوريا

انتشر بين سنة 1910 وسنة 1911 في منطقة منشوريا في الصين وقتل حوالي 60 ألف شخص.

إيبولا

عُرف الفيروس للمرة الأولى في العام 1976، وأثار بين نهاية العام 2013 وآذار/مارس 2016، ما عرف بحمى الإيبولا النزفية في غينيا وسيراليون وليبيريا. وبينما اتصف بأنّه أقل عدوى من غيره من الأمراض الفيروسية، فإنّ ايبولا يثير الخشية نظراً إلى معدّل الوفيات المرتفعة جداً المسجلة بسببه تصل إلى نحو 50 بالمئة.

الحصيلة: 11300 وفاة.

عاد الفيروس ليظهر مجدداً في آب/اغسطس 2018 شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبعد مرور 52 يوماً من دون تسجيل أي إصابة، كانت الكونغو الديمقراطية على أهبة إعلان انتهائه رسمياً في 13 نيسان/’بريل 2020 الجاري. غير أنّ وفاة جديدة سجّلت في الساعات الأخيرة، فرضت الإرجاء لأربعين يوماً على الأقل.

الحصيلة: 2273 وفاة على الأقل.

فيروس الإنفلونزا H1N1

ظهر في المكسيك نهاية آذار/مارس 2009، وأسمتها منظمة الصحة العالمية في البداية بأنفلونزا الخنازير. وأطلِق الإنذار الوبائي في 11 حزيران/يونيو 2009، ولكن تبيّن لاحقاً أنّ فيروس (A(H1N1 أقل تهديداً للحياة مما كان يخشى.

على عجالة، بادرت دول العالم إلى حملات تلقيح واسعة. ولكن جرى انتقاد الدول الغربية، والأوروبية منها بالأخص، ومنظمة الصحة العالمية، على تعبئة اعتُبرت مبالغاً بها في وقت تودي الانفلونزا المسماة موسمية بحياة ما بين 250 ألفا و500 ألف شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة.

الحصيلة: 18500 وفاة حسب منظمة الصحة العالمية. غير أنّ الدورية الطبية “ذي لانست” كانت قدّرت عدد الوفيات بما بين 151700 و575400.

سارس

في نهاية العام 2002، ظهرت المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في جنوب الصين، منقولة من الخفاش إلى الإنسان عبر قط الزباد، في إشارة إلى حيوان ثديي بري يباع حياً في الأسواق الصينية لأجل لحمه. واتضح أنّ الفيروس معدٍ بشكل كبير، وينجم عن الإصابة به التهاب رئوي حاد، بما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

أصاب السارس في نهاية الأمر نحو 30 دولة، ولكن الحصيلة كانت محدودة فيما تركزت نحو80 بالمئة من نسبة الضحايا في الصين القارية وهونغ كونع، بمعدل 9,5 بالمئة للوفيات.

الحصيلة: 774 وفاة.

إنفلونزا الطيور

عصفت هذه الأنفلونزا بداية بمزارع تربية الدواجن في هونغ كونغ قبل أن تنتقل إلى الانسان. وأقرّت منظمة الصحة العالمية “حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على نطاق دولي”. غير أنّ الحصيلة بقيت منخفضة نسبياً.

الحصيلة: 400 وفاة.

فيروس الإيدز

ظهر الفيروس رسميا في العام 1981 وفي 2018، توفي 770 ألف شخص بأمراض مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية الذي يصيب الجهاز المناعي ويجعل المرضى معرضين للخطر إزاء ما يمسى بالأمراض الانتهازية.

ولكن اليوم، يستفيد نحو 24,5 مليون شخص من العلاجات المضادة للفيروسات الارتجاعية، ومن شأنها، في حال المواظبة عليها، أن تكافح المرض بشكل فعال وتخفض مخاطر الإصابة بشكل كبير.

الحصيلة: 32 مليون وفاة، بحسب برنامج الأمم المتحدة للإيدز.

إنفلوانزا هونغ كونغ

جالت هذه الانفلونزا حول العالم بين صيف 1968 وربيع 1970، حاصدة أرواح العديد من الأطفال بشكل خاص. مصدر الفيروس هونغ كونغ، وانتشر بداية في آسيا قبل أن ينتقل في نهاية العام 1968 إلى الولايات المتحدة. وبعد أشهر من الخمود، اجتاح الفيروس أوروبا، في نهاية 1969.

يرى خبراء الأوبئة أنّ هذه الإنفلونزا دخلت التاريخ بكونها أول وباء في التاريخ المعاصر المتميز بتسارع عمليات النقل الجوي.

الحصيلة: مليون وفاة (رقم تداولته المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها).

الإنفلونزا الآسيوية

تفشى هذا الوباء عبر موجتين فتاكتين. ظهر الفيروس بداية في مقاطعة جنوبية في الصين، في شباط/فبراير 1957. وتطلب الأمر عدة أشهر قبل أن يصل إلى القارتين الأمريكية والأوروبية. وشكّل المسنون أول ضحايا هذا المرض الذي كان يتسبب بمضاعفات رئوية خطيرة.

الحصيلة: 1,1 مليون وفاة (رقم تداولته المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها)

الإنفلونزا الإسبانية

تعدّ هذه الإنفلونزا التي ظهرت بين أيلول/سبتمبر 1918 ونيسان/أبريل 1919، الأكثر فتكاً في التاريخ خاصة أنّها تفشت خلال فترة زمنية قصيرة.

قتلت أكثر بخمس مرات من عدد الذين أودت بحياتهم الحرب العالمية الأولى. سجل الضحايا الأوائل المثبتين للفيروس في الولايات المتحدة، ثم تفشى في أوروبا قبل أن يمتد إلى العالم كله.وقدّر معدّل الوفيات بـ 2,5 بالمئة وفق المراكز الأمريكية.

الحصيلة 50 مليون وفاة (رقم تداولته المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها).

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى