إطلالة على الخلايا النسوية في تنظيم الإخوان … التجنيد والمصاهرة ومواقف لقيادات الجماعة

“أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير”، كان ذلك هو رد القيادي الإخواني، صبحي صالح، عن سؤال لماذا لا يتزوج الإخواني من خارج الجماعة، ما يكشف عن تقوقع الجماعة على نفسها على مدار تاريخها الذي استمر 90 عاماً.

وحسن البنا، مؤسس الجماعة، هو من سن تلك العادة وهي أن يتزوج الإخواني من إخوانية، حرصاً على بقاء الجماعة وزيادة تماسكها، وتعضيد قوتها، ولذلك تزوجت شقيقته من عبد الحكيم عابدين صاحب أشهر فضيحة تحرش داخل الجماعة، ثم توالت عمليات النسب والمصاهرة بين أفراد الرعيل الأول للجماعة وحتى الوقت الحالي.

ومع تزايد أعداد المنضمين للتنظيم، وعدم رغبة القادة في أن يتم زواج عناصر التنظيم بفتيات من خارج الجماعة، تم التفكير في تأسيس قسم للمرأة يتولى مهمة اختيار الفتيات المنضمات للجماعة، وتأهيلهن حتى يصبحن عضوات فاعلات، ومن ثم يمكن لأعضاء الجماعة الذكور اختيار الزوجات من بينهن مستقبلاً.

إلى ذلك أنشأت الجماعة قسما يطلق عليه اسم “الأخوات” في الثلاثينيات، وظل يمارس دوره في تجنيد الفتيات واختيار من يصلح من بينهن للتنظيم حتى عام 2009. وعقب ذلك قام مكتب الإرشاد بتغيير اللائحة لزيادة تمثيل النساء داخل الهيكل التنظيمي للجماعة، وتأسيس ما يعرف بالمكتب الإداري في المحافظات، ومجلس منتخب في كل شعبة تديره إحدى سيدات الجماعة، دون أن يصل الأمر لمرحلة اختيار سيدة في عضوية مكتب الإرشاد.

من جانبه، كشف النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان، محمد حبيب، أن “الهيكل التنظيمي للجماعة يتكون من أسرة وهي مجموعة من عدة أفراد، ثم شعبة ويتبعها مجموعات كبيرة من الأسر، ثم مكتب إداري خاص بالمحافظة، وتتبعه جميع الشعب”. ولفت حبيب إلى أنه “مع بدايات الجماعة أسس حسن البنا قسما خاصا للأخوات يقوم على شؤونهن، تتولاه بعض النساء الداعيات وكان على رأسهن أمال العشماوي، ونعيمة الهضيبي، وفاطمة عبد الهادي، ثم توسعت الفكرة وتم إنشاء أقسام للأخوات في كل فروع الجماعة بالمحافظات، وبعدها قرر البنا ومكتب إرشاد الجماعة تكوين فرقة للأخوات تتتبع المركز العام للجماعة وتترأسه لبيبة أحمد”.

وأضاف أنه “عقب عودة الإخوان للعمل مرة أخرى في السبعينات، صدر أمر بتكوين فرق للأخوات بكل دائرة من دوائر الإخوان. وتتولى الفرقة ضم فتيات جدد، وإقامة دورات تثقيفية ومعسكرات لهن، ويتولى إرشادهن واعظات يتبعن الجماعة، كما كانت هناك دروس تقام للأخوات في مقر الإخوان القديم بمنطقة العتبة وسط القاهرة”.

إلى ذلك أكد أن “وجود مثل هذا القسم كان يسهل عملية الزواج بين شباب الإخوان، فمثلاً محمد مهدي، عاكف مرشد الجماعة السابق، تزوج من شقيقة محمود عزت نائب المرشد. ومحمود غزلان، القيادي بالجماعة، تزوج من شقيقة خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة. ومحمد مرسي، الرئيس السابق لمصر والقيادي بالجماعة، يرتبط بصلة مصاهرة مع أحمد فهمي القيادي الإخواني ورئيس مجلس الشورى في عهد الإخوان. فضلاً عن أن هناك الكثير من الزيجات بين أبناء وبنات القادة سواء التاريخيين للجماعة أو الحاليين مثل سعيد رمضان الذي تزوج ابنة حسن البنا. وهناك علاقات نسب ومصاهرة بين عائلة الشاطر وعدة عائلات إخوانية مثل عائلة أبو شادي وعبد الغني والحديدي. كما أن حسن مالك، القيادي بالجماعة متزوج من جيهان عليوة شقيقة محمد سعد عليوة، القيادي الإخواني البارز”.

كما أشار إلى أن “أسماء كثيرة من النساء انضمت لجماعة الإخوان، منها من ظل متمسكاً بالجماعة، مثل نعمات وصفي ونفيسة حسين زهدي وزينب الغزالي وأمال العشماوي وفاطمة عبد الهادي وفاطمة توفيق ومنيرة محمد نصر وسنية الوشاحي وزينب جبارة ومكارم الديري وعزة الجرف، ومنهن من خرجن مثل جيهان الحلفاوي”.

بدوره، أكد الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن “النساء داخل الجماعة حصلن على حقوق كثيرة عقب عام 2008. فإثر إجراء انتخابات مكتب الإرشاد في 21 ديسمبر 2009، أعلن عدد من “الأخوات”، استياءهن من عدم مشاركتهن في اختيار قيادات بمكتب الإرشاد، رغم أنهن يمثلن أكثر من نصف أعضاء في الجماعة، ويحق لهن التصويت بشكل رسمي، وتقلد المناصب في مكتبي الإرشاد والشورى”.

وقال فاروق إن “جماعة الإخوان قررت إعادة التفكير في إعداد اللائحة التنفيذية لـ”قسم الأخوات”، بعد مرور 68 عاماً من اللائحة الأولى التي وضعها حسن البنا في 26 إبريل 1932. وساهم في كتابة اللائحة الجديدة كل من جمعة أمين، رئيس قسم الأخوات، وسراج اللبودي، رئيس القسم السابق وزوج المهندسة كاميليا حلمي، رئيس مكتب اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة، المنبثق عن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة منذ عام 1998، والذي تم إغلاقه من قبل أجهزة الأمن المصري، وتم إنشاء مركز “مرام” بدلاً عنه”.

كما أضاف: “شاركت في إعداد لائحة مركز “مرام”، وهو مركز إخواني تولت مسؤوليته المغربية كبيرة ناجي صالح، زوجة الإخواني الكيمائي، محمد عزيز همام الزمر، يتكون من 14 من الأخوات هن أماني أبو الفضل زوجة أحمد سليم فؤاد، وسمية عبد الفتاح، وسوزان عرابي زوجة عصام عبد المحسن، وغادة علي، وإيناس مبروك، وأمينة هاني هلال زوجة ياسر محمود عبده، وهند عبدالله، وسمية مشهور، ومنال أبو الحسن زوجة المهندس عاصم شلبي، وجيهان عليوة زوجة حسن مالك، وخديجة الشاطر زوجة خالد أبو شادي، ووفاء مشهور، ومنال حسين زوجة أحمد النحاس، ونادية سعيد”.

إلى ذلك كشف أنه “تم اعتماد اللائحة الجديدة من مكتب الشورى العام، ثم اعتمدت من قبل مكتب الإرشاد، في 5 مارس 2010، وتضمنت 5 بنود رئيسية أهمها التركيز على نشر أفكار الإخوان في محيط النساء بشكل عام، والعمل على صياغة الشخصية النسائية وفق منهج الجماعة، والعمل على الارتقاء التربوي والدعوي بالأخوات، والمساهمة في استقطاب النساء وتكوين الرموز والداعيات لقيادة العمل النسائي. كما تشكلت لجان عمل “القسم”، والتي تتكون من خمس لجان هي التربية، والبيوت، وطالبات الإعدادي والثانوي، ونشر الدعوة، والزهروات”.

وأوضح أن “اللجنة التربوية وفق ما تكشف عنه اللائحة ستهتم بالمساهمة في إعداد الأخوات من خلال المستويات التربوية المعتمدة مثل “التمهيدي والتكويني”، فيما تهتم لجنة “البيوت”، بعلاقة الأخوات مع أسرهن، وتقديم الدعم الفني اللازم”، لافتاً إلى أن طلجنة “نشر الدعوة” تعني بإرشاد المجتمع النسائي لنشر دعوة الإخوان، وصبغ المجتمع بالصبغة الإخوانية، وكسب الأنصار والمساهمة في إعداد الداعيات”.

كما أشار فاروق إلى أن “لجنة “الزهروات” تهتم بالمساهمة في غرس أفكار وأدبيات الجماعة في نطاق فتيات المرحلة العمرية من 4 إلى 12 سنة، واكتشاف ورعاية الموهوبات منهن، خاصة بنات الإخوان”، مضيفاً أن “لجنة “طالبات الإعدادي والثانوي” تختص بالعمل على الارتقاء بطالبات الإعدادي والثانوي العام، والفني، والأزهري، ومن هن في نفس المرحلة العمرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى