الخارجية الروسية: العملية العسكرية في أوكرانيا ستحقق أهدافها وأوروبا ستدفع الثمن

مجلس أوروبا تحول منذ فترة طويلة إلى أداة لدعاية الناتو

وقال مدير الإدارة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية يوري بليبسون، خلال مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، أن “العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ستحقق أهدافها، وسيتعين على”شركائنا” الأوروبيين دفع ثمن الضرر الذي يتسببون فيه لمصالحهم الوطنية والعلاقات الثنائية التي تطورت عبر الأجيال”.
وكان نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، رئيس الوفد البرلماني الروسي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بيتر تولستوي، قد أعلن في وقت سابق، أنه تم اتخاذ قرار بانسحاب روسيا من مجلس أوروبا، محملا دول الناتو المسؤولية عن تقويض الحوار.

بدورها، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن مجلس أوروبا تحول منذ فترة طويلة إلى أداة لدعاية الناتو، وأن روسيا ليس لديها ما تفعله في المنظمة طالما أنها موجودة بهذا الشكل.

وقالت زاخاروفا في حديث لإذاعة “سبوتنيك”: “منذ وقت طويل، تحول كل شيء إلى غبار ورميم في مجلس أوروبا. أصبحت هذه المنظمة مجرد أداة لدعاية حلف الناتو، وهذه ليست زلة لسان إذ أننا قلنا مرارا إن مؤسسات الناتو والدول الأعضاء فيه ومن خلال آليات لحلف، صاغت إلى حد كبير جدول الأعمال داخل مجلس أوروبا”.

وأضافت أنه “لم يبق هناك أي شيء على الإطلاق من العمل المتكافئ والفعال في مجلس أوروبا – فقد أصبحت هذه المنظمة منصة ملائمة لتنفيذ حملات الناتو الإعلامية والسياسية”.

وشددت زاخاروفا على أن روسيا ليس لديها ما تفعله في مجلس أوروبا طالما أن هذه المنظمة موجودة بشكلها الحالي، مشيرة إلى أن روسيا “اتخذت خطوات بهذا الشأن وقامت بتوضيحها”.

ما هو مجلس أوروبا

ويعتبر مجلس أوروبا هو منظمة دولية تهدف لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في أوروبا.

تأسس المجلس في 5 مايو 1949، بعضوية بلجيكا والدنمارك وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة.

ويضم مجلس أوروبا حالياً 47 دولة من بينها الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والدول الأخرى التي تنتمي جغرافياً للقارة الأوروبية، باستثناء بيلاروسيا وكوسوفو والفاتيكان.

كما يشمل المجلس دولاً أقرب للقارة الآسيوية لكنها كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق مثل جورجيا وأرمينيا وأذربيجان.

وانضمّت روسيا إلى المجلس في عام 1996، إذ سعت إلى رفع حماية الحقوق إلى المستويات الأوروبية.

وتتمتع 6 دول بصفة مراقب، وهي: اليابان والفاتيكان والولايات المتحدة والمكسيك وكندا وإسرائيل.

وعند تأسيس المنظمة بعد 4 سنوات على نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هدفها عدم تكرار حرب مماثلة، ومنذ إطلاق مجلس أوروبا تم إبرام 220 اتفاقية، جميعها تتعلق بحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية لمكافحة العنف الأسري والعنف ضد المرأة، واتفاقية لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال، واتفاقية حماية البيانات، واتفاقية مكافحة الإرهاب، ومكافحة الاتجار بالبشر، ومكافحة الاتجار بالأعضاء.

وعلى عكس الاتحاد الأوروبي، لا يمكن لمجلس أوروبا أن يصدر قوانين ملزمة، لكنه يتابع تنفيذ الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، من خلال المحكمة الأوروبية التي تعد أشهر آليات المجلس.

ويتألف المجلس من هيئة تضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، والجمعية البرلمانية التي تتكون من أعضاء البرلمانات الوطنية لهذه الدول، ولجنة للمنظمات الأهلية.

مكافحة الفساد

ووفق الموقع الرسمي لمجلس أوروبا فإن من أهدافه الدفاع عن حرية التعبير والإعلام، وحرية التجمّع والمساواة وحماية الأقليات.

كما يتبنى إطلاق حملات بشأن ملفات، مثل حماية الأطفال، وخطاب الكراهية عبر الإنترنت، و”حقوق الغجر” أضخم أقلية في أوروبا.

ويساعد المجلس الدول الأعضاء في مكافحة الفساد والإرهاب، وإجراء الإصلاحات القضائية اللازمة. كما أن مجموعة من الخبراء الدستوريين، المعروفة باسم “لجنة البندقية”، تقدّم مشورة قانونية للدول في كل أنحاء العالم.

ولفت المجلس إلى من سمّاهم “الآباء المؤسّسين”، معتبراً أنهم “كانوا رجال حوار، عاصروا حربين عالميتين ولديهم خبرة مباشرة في عدد من الثقافات الأوروبية، وكانوا روّاد سلام لأوروبا قائمة على قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون”.

و”الآباء المؤسسون” هم: رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرتشل، والمستشار الألماني السابق كونراد أديناور، ووزير الخارجية الفرنسي السابق روبير شومان، ورئيس الوزراء البلجيكي السابق بول هنري سباك، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ألسيد دي جاسبري، ووزير الدولة البريطاني السابق للشؤون الخارجية إرنست بيفين.

ويقع مقر المجلس في ستراسبورغ بفرنسا، وتُعد اللغتان الإنجليزية والفرنسية اللغتين الرسميتين للعمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى