تركيا وقطر تفشلان بعقد قمّة اسلامية خماسية في ماليزيا

“فشلت قبل أن تبدأ”.. بهذا الوصف أجمع مراقبون وسياسيون على مصير ما يسمى “القمة الإسلامية الخماسية” التي دعا إليها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، في كوالالمبور، ومن المقرر أن تعقد في 18 إلى 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

“قمة الفتنة” التي روجت لها قطر وتركيا، كان من المقرر أن تتم بحضور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ولكن قبل بدايتها بساعات قليلة بدأت الاعتذارات تتوالى.

وأعلنت وسائل إعلام باكستانية، تراجع رئيس الوزراء عمران خان عن زيارته التي كانت مقررة إلى ماليزيا للمشاركة فيما يسمى “القمة الإسلامية الخماسية”.

ويعد بذلك عمران هو ثاني زعيم يتراجع عن المشاركة في هذه القمة بعد تراجع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.

وستقتصر المشاركة في القمة على ما يبدو على الرئيس التركي ونظيرة الإيراني وأمير قطر، بالإضافة لمهاتير محمد.

‏‎وتعليقا على الاعتذارات، أكد محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية، أن ما حدث من باكستان وإندونيسيا ضربة موجعة لمحور قطر تركيا إيران الذي أراد أن يستمر في الدور المزايد على الدول الإسلامية.

وتساءل حامد قائلا: “هل هناك قمة إسلامية بدون المملكة العربية السعودية والأزهر”، موضحا أن الهدف القطري التركي هو الاستعراض فقط والمتاجرة بالأزمات.

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن هذه القمة عزلت أصحابها وفشلت الضجة الإعلامية التي روجت لها قطر وتركيا قبل القمة، حيث قامت قناة الجزيرة القطرية، بالعمل على الترويج لتلك القمة وزعمت أنها ستكون نواة لعمل إسلامي مشترك.

كما تجاهل الإعلام القطري والتركي معظم الدول العربية وأكبر الدول الإسلامية المملكة العربية السعودية، في تحدٍ صارخ لوحدة الصف الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، وتعتبر الصوت الجماعي للعالم الإسلامي.

وأكد هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف للدراسات، أن الثلاثي (القطري التركي الإيراني)، يسعى بشتى الطرق إلى ضرب وحدة المجتمع الإسلامي وزرع الفتنة.

وأضاف البقلي، أن تلك المحاولات المستميتة من جانب ثلاثي الفتنة ليست جديدة، وأوضح أن قطر وتركيا وإيران يسعون لبناء تحالف تجديد تحت مسمى “إسلامي” لضرب الوحدة الإسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص.

ودأبت قطر السنوات الماضية على دعم الجماعات الإرهابية تحت مظلة الإسلام، بخلاف مهاجمة الدول العربية، وبالأخص الخليجية من أجل أجندة تخريبية تضرب قلب وحدة الصف الإسلامي.

لم تكتف قطر بدعم الإرهاب وإيواء المتطرفين وحسب، بل عملت على مهاجمة منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا لها.

الهجوم القطري المدعوم من تركيا التي تستغل كل الفرص للمتاجرة بالقضايا العربية والإسلامية، تحول من هجوم إعلامي إلى خطوات تآمرية لتفريغ القضايا الإسلامية والعربية وبالأخص القضية الفلسطينية من مضمونها خدمة للمصالح الإسرائيلية التي تجمع بين الدوحة وأنقرة.

لم تختلف المتاجرة التركية بالقضية الفلسطينية عن نظيرتها القطرية، فتعتبر تركيا أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يترك مناسبة إلا ويتاجر بالقضية الفلسطينية بالكلمات الرنانة في محاولة خداع دأب عليها.

وحول القمة، قال أسامة الهتيمي، الكاتب المختص في الشأن الإيراني، إن شكل القمة المزمعة وتشكيلها يطرح العديد من التساؤلات ويثير الشكوك، أولها غياب معايير محددة أو منطقية لاختيار الدول المشاركة في القمة ومن ثم فقد بدا واضحا أن التجمع له أهداف خاصة تتعلق بالمصالح السياسية فقط.

وأوضح الهتيمي، أن هذه القمة تجاهلت البديل الأهم والأكثر فاعلية لتحقيق المراد المعلن وهو منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها الدول الإسلامية.

وأضاف أن الدعوة لهذه القمة تزامنت مع تطورات خطيرة تشهدها المنطقة وهي تطورات في أغلبها سلبية جاءت وبشكل محدد نتيجة سياسات إيران حيث الإصرار على مواصلة نشر الفوضى والتوتر في بلدان المنطقة وممارسة الإرهاب.

وأكد الباحث في الشأن الإيراني أن القمة في حقيقتها تجذر وترسخ للخلاف بين الدول الإسلامية وليست محاولة للم الشمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى