سادات بكر يواصل تعرية النظام التركي

ويكشف تورط مقربين من أردوغان بجرائم مختلفة

يواصل زعيم المافيا التركية سادات بكر، الكشف عن تورط مقربين من رأس النظام في بلاده بجرائم وفضائح واتجار بالمخدرات والعلاقات مع المنظمات الإرهابية، واقترب هذه المرة أكثر من الدائرة المحيطة برئيس النظام رجب طيب أردوغان.

ونشر زعيم المافيا على مدى شهر مقاطع فيديو عبر قناته بموقع “يوتيوب” خصصها لتعرية نظام أردوغان، ورموزه، حيث قال فيها إن مسؤولين أتراكا حاليين وسابقين انخرطوا في سلسلة جرائم وفضائح واتجار بالمخدرات.

المقطع رقم 9

ومساء السبت اتهم زعيم المافيا في المقطع رقم 9، وزير الداخلية سليمان صويلو بمنح نفسه سلطة إلغاء جوازات السفر دون حكم قضائي.

كما أشار كذلك إلى أن الوزير نفسه كان يتلقى رشاوى وأموالاً، مقابل تخليص جوازات السفر مع الأشخاص الذين يتفق معم.

وقال زعيم المافيا: “لقد ألغوا جوازات سفر محامينا وجميع أقاربهم. قاموا بإلغائها دون أمر من المحكمة. لكن سليمان صويلو يحب أعضاء فَتُو (اختصارًا لجماعة فتح الله غولن)، الذين لديهم الأموال”.

 بكر استرسل في حديثه عن تورط رجال أردوغان قائلا: “لقد أصدروا قانونًا، وجوازات السفر صار يمكن إلغاؤها بقرار من وزارة الداخلية. أنا لا أقول إن هناك حظرا من السفر للخارج، لكن جواز السفر يتم إلغاؤه بسلطة أقوى من المحكمة”.

وأوضح بكر كذلك أن صويلو، سبق أن حذّر أحد رجال الأعمال بأنه سيتم القبض عليه إذا لم يغادر تركيا، لافتًا إلى أن رجل الأعمال سزغين باران قورقماز، غادر البلاد، بعد أن وصلته معلومة من أحد رجال الوزير بشأن انطلاق تحقيقات معه.

أملاك سزجين باران قورقماز

كما زعم بكر أن رجل الأعمال قورقماز قال للوزير حينما أبلغه بضرورة مغادرة البلاد، إنه يريد تحصيل مبلغ 45 مليون دولار من رجل أعمال آخر، لكن صويلو طالبه بالمغادرة ونسيان هذا المبلغ، بسبب صلته القوية مع رجل الأعمال، وأكد الوزير في الوقت ذاته أن أردوغان على علم بهذا الأمر.

وكان سادات كشف أن سليمان صويلو ساعده في الهروب من تركيا بعد أن حذره من أن السلطات ستطلق حملة أمنية ضد المافيا التي يقودها.

يذكر أنه في منتصف أكتوبر الماضي قضت السلطات التركية بمصادرة جميع أملاك سزجين باران قورقماز، وعائلة كينغستون داخل تركيا بطلب أمريكي بسبب احتيال شركة “إخوان كينجستون” على الحكومة الأمريكية.

واتهمت السلطات الأمريكية شركة “إخوان كينغستون” بالاحتيال من خلال شركة الطاقة “واشاكي رينيوابل إنرجي”، إذ طلبت ائتمانات على أنواع الوقود المتجددة التي لم تنتجها شركته مطلقًا. وتلقت بموجب ذلك 512 مليون دولار قبل القبض عليهم في أغسطس 2018.

آخر رئيس وزراء لتركيا

في نفس الفيديو هاجم بكر، مجددًا، بن علي يلدريم، آخر رئيس وزراء لتركيا قبل الانتقال للنظام الرئاسي عام 2018، حيث كشف زعيم المافيا عن فضيحة جلب الكوكايين إلى تركيا من فنزويلا على يد نجل رجل أردوغان المقرب، أركان.

ورغم تبرئته لبن علي يلدريم نفسه، إلا أن زعيم المافيا أخذ على المسؤول التركي دفاعه عن ابنه، قائلا: “يا عزيزي أنت لست مضطرًا للخروج لحمايته والدفاع عنه”.

واتهم زعيم المافيا في السياق نفسه أركان يلدريم بتكوين ثروات طائلة في عدة بلدان، متسائلا: “كم مليار دولار حققه في 15 سنة، نحن نعرف فقط ما له بهولندا، والدولة الهولندية أعلنت عن ذلك”.

وفي تأكيده على ثروة بن علي يلدرم الابن، تساءل سادات: “كيف يمكن أن يحقق ثروة بقيمة 3-5 مليارات دولار في 15 عامًا، إن لم يكن خارقًا؟! لا يمكن للأمة أن تجني 3 آلاف دولار، ولكن يجني الرجل 3 مليارات دولار! حتى لو كان ابنك متخلفًا اتركه يتحدث، حتى يصدقه الجميع”.

تلميع أردوغان

كما هاجم زعيم المافيا، القنوات الفضائية الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وفي مقدمتها قنات “أيه خبر”، متهمًا إياها بتزوير الحقائق بشأن القضية الفلسطينية.

وأوضح بكر أن القناة المذكورة ادعت من قبل أن الفلسطينيين ينظمون تظاهرات حب للرئيس أردوغان “كزعيم للأمة”، مضيفًا “بينما تشير الحقيقة إلى أن الفلسطينيين استنكروا تخليه عنهم”.

وفي نفس السياق تابع قائلا: “عندما تكون هناك حادثة في فلسطين، فورًا يطلق إعلاميو تلك القناة البث، ويصور المحتالون والمزيفون الأمر بأن هناك مظاهرة حب لأردوغان في فلسطين، بينما يقول الرجال هناك: أردوغان، أين أنت؟ قلت إنك ستساعدنا، فلماذا لا تأتي، لقد خدعتنا”.

واعتبر سادات في سياق الحديث عن حملة تلميع أردوغان أن “هذا تكتيك الحكومات اليمينية التي دائمًا ما تستغل الدين. إذا سمعت هذه الأوقايل، فانظر إلى الوراء واعلم أن هناك سيناريو فيلم تجري محاكاته”.

مخطط للتصفية

زعيم المافيا كشف في الفيديو نفسه أن هناك مخططًا من الحكومة التركية لتصفيته، بالتعاون مع عصابات دولية، وذلك بعد إزاحته الستار عن فضائحها في مقاطع الفيديو.

وقال سادات في هذه النقطة: “إنهم يجرون محادثات مع عصابات دولية من ألبانيا وصربيا وروسيا تقتل من أجل المال..”.

وأحدثت فيديوهات زعيم المافيا تأثيرًا كبيرًا لدى الشراع التركي، الأمر الذي دفع إحدى المحاكم التركية باتخاذ قرار لحظر مقطعيْ الفيديو الثاني والثالث لسادات بكر، وحظرت كذلك بعض تغريداته، زاعمة أن الحظر جاء على أساس انتهاك “الحقوق الشخصية”، استجابة لطلب القيادة العامة لقوات الدرك.

رشوة سادات بكر

في شأن آخر سخر زعيم المافيا، من ادعاءات وزير الداخلية صويلو، بشأن رشوة سادات بكر أحد نواب البرلمان بـ10 آلاف دولار، قائلا: “يا سليمان كيف يمكنك أن ترى أن مبلغ 10 آلاف دولار يليق بي”.

وفي هذه النقطة رد سادات: “دعونا نتطرق إلى قضية الـ10 آلاف دولار، لا يوجد نائب أرسل إليه كل شهر هذا المبلغ، لكنني أرسل الكثير.. أنت تهينني هكذا.. كيف يمكنك أن ترى أن هذا المبلغ يليق بي؟! سليمان يقول كل شيء، لكن الـ10 آلاف دولار كذبة. إنني أرسلت أكبر بكثير من هذا الرقم، أرسلت حقائب”.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية صويلو، بعد أول هجوم لزعيم المافيا عليه قبل أسابيع، انطلقت حملة مطالبة لإقالته من داخل العدالة والتنمية، وردا على ذلك، قال الأخير في لقاء تلفزيوني، بوقت سابق، إن أحد البرلمانيين يحصل من المافيا على 10 آلاف دولار شهريًا.

وأثيرت مزاعم عن كون النائب السابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم، متين كولونك، هو السياسي الذي يقصده صويلو.

 تأجيل الحديث عن أردوغان

وجدد سادات بكر تهديداته للحكومة التركية بفضح علاقاتها مع رجال العصابات؛ وأكد أنه قرر تأجيل الحديث عن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، لما بعد لقاء الأخير بنظيره الأمريكي جو بايدن، مشيرًا إلى أنه لن يقول أي شيء من شأنه أن يضر بالدولة.

ووجه زعيم المافيا رسالة لوم لأصدقائه السابقين من رموز العدالة والتنمية، بعد أن كالوا له الاتهامات رغم مساعدته لهم، على حد زعمه.

ومنذ خروج مقاطع الفيديو المتتالية لزم أردوغان الصمت أولا ثم دافع لاحقا وبدون أن يذكر اسم سادات بكر، بقوة عن حكومته ووزير الداخلية صويلو محور الاتهامات.

وأثارت الفضائح التي كشف عنها سادات بكر الشكوك بين الأتراك في تعامل الحكومة مع عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.

وقبل عام غادر زعيم المافيا المثير الأراضي التركية؛ لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المتشابكة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا، والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى