سياسات التباعد الإجتماعي التي تبنتها دول العالم لمواجهة كورونا

حددت حكومات دول العالم معركتها في مجابهة فيروس كورونا عبر اعتماد تدابير وقائية تمنع من انتشاره أوتحد استشراءه. من بين التعليمات التي أوصت كثير من الدول بالالتزام بها و عقوبة من يخترقها، هي قضية التباعد أو العزل الاجتماعي.

المقصود بالابتعاد الإجتماعي

ممارسات الإبتعاد الاجتماعي هي تغييرات في السلوك يمكن أن تعمل على وقف انتشار العدوى وفي معظم الأحيان يتركز الأمر اساسا على اعتماد بعض التصرفات كالتقليل من عمليات التواصل الاجتماعية ويتم ذلك عبر اعتماد وسائل تربوية يتمكن غير المصابين بالعدوى من مشاركة المعلومات في ما بينهم لتأخير استشراء العوى و التقليل من حجم تفشي الوباء.

آليات الإبتعاد الإجتماعي

ينصح الأفراد بضرورة التقليل من معدلات التواصل بالأشخاص الآخرين لتقليل أخطار الإصابة بالعدوى وللتمكن من ذلك ينبغي تجنب ارتياد الأماكن العامة و شتى التجمعات غير الضرورية و بشكل خاص تلك الفعاليات التي يلتقي عبرها أشخاص كثيرون. تجنب تلك الأماكن سيقلل من احتمال التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية كالانفلونزا.

ويقول ستيوارت نيل من المعهد الملكي البريطاني إن التدابير الخاصة بالابتعاد الاجتماعي تشمل العمل عن بعد من البيت وتنظيم الاجتماعات المهنية عبر الفيديو وتجنب استخدام مواصلات النقل العام إلا في حالات الضرورة.

“الابتعاد الاجتماعي ينبغي أن ينفذ بمنطقية وروح عقلانية فلو أنك كنت مطرا للخروج من بيتك فإن الحفاظ على ترك مسافة ما بينك وما بين شخص آخر يسعل أو يعطس أمر ضروري كما تقول بذلك منظمة الصحة العالمية.ومن المستحسن أيضا تجنب المصافحة بالأيدي والعنق والقبلات”.

هل يمكن تطبيق التباعد الإجتماعي ؟

توجد أدلة تثبت بلا شك أن التباعد الاجتماعي ينجح حقا في كبح انتشار العدوى.نتحدث هنا تفشي أوبئة سابقة كانفلونزا 1918 وفيروس ايبولا في 2014

لانعرف على وجه الدقة كيف ينتشر فيروس كورونا لكن انتقال العدوى من خلال فيروسات مشابهة تبين أنه يتم في الغالب عن طريق رذلذ ينبعث في الهواء من أفواه وأنوف المصابين بالعدى حين يسعلون أو يعطسون.ونتيجة لذلك يستقر الرذاذ غلى الأسطح وأيدي البشر بشكل عام.

تجربة الصين في التباعد الإجتماعي ما بين الأفراد

قامت الصين بتطبيق ضوابط صارمة للغاية وبخاصة في منطقة هويي،والتي كانت بؤرة لميلاد فيروس كورونا المستجد كما قامت بعزل المنطقة وتشييد مراكز خاصة بالعزل. الحكومة الصينية استعلمت أسلوب التتبع الجغرافي للهوات المحمولة لمراقبة تركات الاشخاص ومنع من تأكدت إصابتهم بالفيروس من السفر.

تجربة أيطاليا في الحجر الصحي

منذ أن طبقت إيطاليا الحجر الصحي فرضت بعض الدول الأوروبية قيودا على السفر وقامت بإغلاق المدارس بالإضافة إلى المطاعم و الحانات. المفوضية الأوروبية من جانبها قامت بوضع خطط لإغلاق حدود الاتحاد الأوروبي وتقييد السفر سوى للضرورة القصوى في منطقة شينغن التي لا تكن توجد بينها مراقبات على الحدود في ما بين الدول من قبل.الحكومة البريطانية نصحت هي الأخرى بوقف التواصل الجسدي غير الضروري مع الآخرين.

الآثار السلبية المحتملة للتباعد الإجتماعي

لقد أثرت عمليات التباعد الاجتماعي بالفعل على الاقتصاد العالمي لأن الناس يمكثون في ديارهم فتراجع الطلب على شراء السلع وتدهور قطاع الخدمات.

“إن تطبيق التباعد الاجتماعي يعتبر جهدا مجتمعيا للحيلولة دون انتقال العدوى وهذا من شأنه أن تكون تكلفته الاقتصادية كبيرة فهناك دائما مقايضات”.

توجد ثمة مخاوف من أن التباعد الاجتماعي يشعر الناس بالوحدة وبشكل خاص ما بين كبار السن المرعضين بشكل اكبر لخطر الإصابة بفيروس كورونا”.

التباعد الإجتماعي مع من يعيشون تحت سقف واحد

يوصى بترك مسافة ما بين من يعيشون تحت سقف واحد،قدر الإمكان كما ينبغي تنظيف المراحيض بانتظام إذا كان ثمة استخدام مشترك لها ما بين المجموعة نفسها. وفي حالة كان شخص ما يشك في إصابته بفيروس كورونا فإن عليه تجنب نقل العدوى إلى الآخرين و بشكل خاص إذا كان ذلك المصاب يقوم برعاية شخص بإمكانه التعرض للعدوى.

 

 

بروكسيل- الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى