عباس يخضع للموقف الإسرائيلي

مساعي فلسطينية رسمية لإلغاء الانتخابات

بينما تسارع القوائم الانتخابية المختلفة للتسجيل لدى لجنة الانتخابات الفلسطينية قبل انتهاء الموعد الذي حددته اللجنة، بدأت الأوساط السياسية الفلسطينية بالتحذير من رضوخ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للموقف الإسرائيلي الذي حذره من استيلاء حماس على أغلبية انتخابية في المجلس التشريعي، وطالبه بإلغاء الانتخابات المقررة في مايو المقبل.

 أمس الإثنين، سَجّلت حركة حماس، قائمتها الانتخابية، وهي تضمّ مرشّحين من قياداتها في الضفة وغزة، إضافة إلى شخصيات مقرّبة منها، وعدد من الأسرى، ويرأس قائمتها عضوُ المكتب السياسي خليل الحية، يليه النائب السابق محمد أبو طير من القدس.

قائمة المستقبل

كما سَجل تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح الذي يتزعمه القيادي محمد دحلان، قائمته باسم المستقبل وتضم (132 مرشحاً)، بعد أيام من عودة قيادات كبيرة من التيار إلى قطاع غزة.

 ويُعد تقدم تيار فتح بقيادة دحلان للانتخابات أكثر ما يثير مخاوف رئيس السلطة ويدفعه لإلقاء الكثير من العقبات القانونية أمامه لقطع طريق خوضه الانتخابات، وقد أكدت المصادر أن عباس يستعين بفريق من الخبراء القانونيين لتنفيذ هذه المهمة.

مباحثات لتأجيل الانتخابات

من ناحية أخرى، قال الصحفي والمحلل السياسي الاسرائيلي يوني بن مناحيم، اليوم الاثنين، أن مقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجروا مباحثات خلال زيارة سرية مع الادارة الامريكية حول تأجيل الانتخابات الفلسطينية.

وذكر بن مناحيم، أن اثنين من رجال الأعمال المقربين لرئيس السلطة (الرئيس محمود عباس) خرجا في بعثة سرية الى واشنطن، للتشاور مع الإدارة الأمريكية حول تأجيل الانتخابات، وذلك على خلفية الانقسام بحركة فتح والتخوف من خسارتها في الانتخابات.

مشارقة يحذر من التأجيل

الكاتب الفلسطيني ومدير مركز للأبحاث في لندن محمد مشارقة، أكد الإثنين، في منشور على حسابه في فيس بوك: أن “الجماعة” ويقصد مستشاري رئيس السلطة، “استعدوا لإنجاز مهمة التأجيل، كان في مبنى الخارجية الامريكية رسل من رجال الاعمال المقربين من اهل السلطة، سامر خوري وبشار العزة، وأنهم اجتمعوا مع هادي عمرو منسق ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كان موضع الاجتماع الأساسي ان تساعد واشنطن في تهدئة الأجواء مع المجموعة الاوربية إذا ما تم الغاء او تأجيل الانتخابات”.
وحذر مشارقة من المخاطر الكبرى التي ستنجم عن الغاء الانتخابات، ليس أقلها فقدان الأمل والثقة بكل النظام السياسي، ومن انفتاح الحالة الفلسطينية على حالة من الفوضى والعنف، ودفع اهل غزة للبحث عن حلول خارج إطار المشروع الوطني الواحد، ومن نهاية الكيانية الفلسطينية.
ويخشى مشارقة من تحويل المدن الفلسطينية الى وحدات إدارية وخدمية منفصلة عن المركز، معتبراً أن السلطة الفلسطينية تفوت فرصة تاريخية ومن انهيار قادم سيدخل إسرائيل في مازق حقيقي.
ويتوقع مشارقة أن تأجيل الانتخابات سيفتح الباب أمام نشوء حركات وأحزاب سياسية جديدة تقطع مع فصائل تاريخية التي انكشفت على خراب بنيوي يصعب تلافيه بإصلاحها او إعادة انتاجها مرة أخرى.

مروان البرغوثي

محرر الشؤوون الفلسطينية في هيئة البث الاسرائيلية “كان” غال برغر قال الإثنين، نقلا عن مصادر فلسطينية في رام الله،  بأنه لا يتوقع أن يكون مروان البرغوثي على رأس قائمة فتح في الانتخابات التشريعية ، ولا يتوقع أن يكون ضمن قائمة فتح في هذه الانتخابات .

 وأَضاف “بعد رفضه “مروان” خوض الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في مايو المقبل، فانه يحفظ  نفسه للانتخابات الرئاسية في يوليو.

تغيير على النظام السياسي

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد أبو مهادي، يعتبر أن تراجع رئيس السلطة الفلسطينية عن تنظيم الانتخابات فصل جديد يؤكد أن القرار الوطني الفلسطيني لم يعد ملك الفلسطينيين، بسبب قيادة فلسطينية رسمية رضخت لموقف الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، آخرها قضية الانتخابات.

ويرى أبو مهادي أن عجلة التغيير على النظام السياسي الفلسطيني تسير بوتيرة عالية، ولن يوقفها تراجع رئيس السلطة عن الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى