غارتان إسرائيليتان على جنوب لبنان وميقاتي يندد

في خرق جديد لاتفاق وقف النار عن لبنان، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، هجوما على مدينة النبطية في الجنوب اللبناني ما أسفر عن إصابة 24 شخصًا، في حصيلة ليست نهائية، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فإنّ مسيرة إسرائيلية نفّذت مساء الثلاثاء غارة بصاروخ موجه مستهدفة شاحنة صغيرة «لتحميل الخضار»، في مدينة النبطية الفوقا التي تقع شمال خطّ نهر الليطاني في جنوب لبنان.
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة عن غارة إسرائيلية ثانية «على مسافة أقل من 2 كيلومتر من الغارة الأولى» على طريق «زوطر – النبطية الفوقا».
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن جيش الاحتلال هاجم النبطية بزعم ضرب «أسلحة وآليات عسكرية لحزب الله في المنطقة».
يأتي ذلك بعد أيام من تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 فراير/ شباط المقبل، مما يسمح لجيش الاحتلال بالبقاء في لبنان لأكثر من أسبوعين آخرين.
وأعلن الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، إصابة جندي و3 مواطنين برصاص جيش الاحتلال ، في أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية.
انتهاكا إضافياً للسيادة اللبنانية
من جهته، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، مساء الثلاثاء، بشدة الغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا مدينة النبطية مساء اليوم، واوقعتا عددا من الإصابات وأضرارا مادية جسيمة.
وقال، في بيان اليوم، إن هذا العدوان يشكل انتهاكا إضافيا للسيادة اللبنانية وخرقا فاضحا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
وأجرى الرئيس ميقاتي اتصالا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، مطالبا باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وكان ميقاتي أعلن، الأحد الماضي، بعد تمديد تطبيق وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل، أن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة الشروع بمفاوضات «لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول».
وذكر بيان صادر عن مكتب ميقاتي الثلاثاء إنه تقدم «بالشكر من الصليب الأحمر الدولي على الجهود التي بذلها لإطلاق تسعة من المعتقلين اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية»، دون مزيد من التفاصيل عن هويتهم أو مدة احتجازهم.
وأضاف أنه طلب «من الصليب الأحمر الدولي متابعة عملية الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين التسعة الآخرين المحتجزين في إسرائيل».
من جهتها، رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «بالأخبار المتعلقة بإطلاق سراح المواطنين اللبنانيين»، مؤكدة في تصريح لمتحدّث باسمها «استعدادها القيام بدورها كوسيط محايد في تسهيل إطلاق سراح الأفراد المحتجزين ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم في سياق النزاع».
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية، كان يفترض بقوات الاحتلال الإسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 يناير/ كانون الثاني، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في هذه المناطق.