فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على معالجة الأزمة في قطاع غزة
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء بعد مقتل العشرات وإصابة أكثر من ألفي شخص في المنطقة الحدودية من قطاع غزة. وأعلنت الكويت العضو غير الدائم أنها ستعمم مشروع قرار “يؤمن حماية دولية للمدنيين” الفلسطينيين دون مزيد من التفاصيل. فيما دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل مؤكدة أنها مارست “ضبط النفس”.
قالت الثلاثاء دولة الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي على لسان منصور العتيبي سفيرها في الأمم المتحدة إنها ستسعى لتعميم قرار في مجلس الأمن “يؤمن حماية دولية للمدنيين” الفلسطينيين، بعد مقتل العشرات في المنطقة الحدودية من قطاع غزة.
وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل غداة يوم دام هو الأكثر دموية في غزة منذ 2014 قتل فيه 61 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي بعد تظاهرهم أمام السياج الحدودي في فعاليات “مسيرة العودة الكبرى” التي بدأت في 31 مارس/آذار الماضي.
وبدأ اجتماع مجلس الأمن بدقيقة صمت احتراما لذكرى القتلى. وانتهت بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأمم المتحدة إلى “تحقيق مستقل وشفاف”؛ ثم ثماني دول أوروبية (هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا) تقرأ بصوت مرتفع بيانا يطالب إسرائيل “بضبط النفس” و”احترام الحق في التظاهر”.
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، بعد إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بدت الولايات المتحدة معزولة على الساحة الدولية في مسألة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف الذي كان يتحدث إلى المجلس عبر اتصال بالفيديو من القدس “يجب أن يتوقف العنف”. وأضاف “يجب التحقيق في جميع الحوادث بشكل كامل”.
أما المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، فأكدت أن “إسرائيل مارست ضبط النفس” خلال الأحداث التي وقعت الاثنين. وقالت الدبلوماسية الأمريكية “لا يوجد أي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل … في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس”.
وأضافت إن “منظمة حماس الإرهابية تحرض على العنف منذ سنين قبل أن تقرر الولايات المتحدة نقل سفارتها بوقت طويل … لا شك أن حماس مسرورة من نتائج ما حدث بالأمس”.
المأزق
وتابعت هايلي إن “الولايات المتحدة تأسف للوفيات لكن هناك الكثير من أعمال العنف في المنطقة”، وأعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن الدولي لا يتحدث بما فيه الكفاية عن تورط إيران في سوريا واليمن.
وعلى العكس قال نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر إن الرد الإسرائيلي كان “غير متناسب وغير ملائم”. وقال “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى التروي”.
لكن هايلي اعتبرت أن حماس تشجع على العنف ورأت أنه لا توجد صلة بين تدشين السفارة الأمريكية في القدس والاحتجاجات الفلسطينية. ودعت إلى “عدم استباق المفاوضات المستقبلية” في الوقت الذي لا تزال فيه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية في طريق مسدود.
من جهته، قال مندوب السويد إن “الوقت حان لإعادة إطلاق هذه العملية”، في انسجام مع عدة بلدان بينها البيرو وبوليفيا أدانت العنف ضد الفلسطينيين. بدورها، دعت الصين إلى “تحقيق مستقل وشفاف” في أحداث الاثنين.
وطلب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور “وقف هذه المجزرة ضد الشعب الفلسطيني” وقال “لا تخيبوا آمال الفلسطينيين” معبرا عن الأسف إزاء “الشلل” الذي يعتري مجلس الأمن.