ألبانيز تصف تجويع إسرائيل للفلسطينيين وقتل أطفالهم بـ”الجرائم النازية”

في معرض تعليقها على استشهاد فلسطيني جوعاً في قطاع غزة، وصفت المقررة الأممية الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الأحد، تعّمد إسرائيل تجويع مليوني إنسان وقتل الأطفال في القطاع بالجرائم النازية، واتهمت إسرائيل بتجويع الملايين وتُطلق النار على الأطفال من أجل المتعة.
وتابعت ألبانيز: “جيلنا تربّى على أن النازية كانت الشر الأعظم، وهي كذلك، وأن جرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى”.
وأردفت: “أما اليوم، فهناك دولة (إسرائيل) تُجوّع الملايين وتُطلق النار على الأطفال من أجل المتعة، تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء، وهذه هي هاوية الوحشية الجديدة”. وتساءلت المقررة الأممية: “كيف سننجو من هذا؟”.
الأونروا: إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين
بدورها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد تجويع المدنيين في قطاع غزة، من بينهم مليون طفل يعانون سوء التغذية ويواجهون خطر الموت.
وأوضحت الوكالة في بيان لها أنها تملك مخزونا كافيا من الغذاء لجميع سكان غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، مخزنا في مستودعات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي.
وطالبت الأونروا، عبر حسابها على منصة إكس، برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح لها بإدخال الغذاء والأدوية، مناشدة السلطات الإسرائيلية بالسماح لها بأداء دورها في مساعدة المحتاجين، خاصة الأطفال.
وناشدت الأونروا السلطات الإسرائيلية قائلة “ارفعوا الحصار، اسمحوا للأونروا بالقيام بعملها ومساعدة المحتاجين، ومن بينهم مليون طفل”.
وفي وقت سابق، استشهد فلسطيني معوق يدعى محمد السوافيري إثر تدهور حالته جراء التجويع الإسرائيلي.
“مجزرة صامتة”
وكانت وزارة الصحة في غزة، قد قالت إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن استشهاد نحو 86 فلسطينياً منهم 76 طفلاً، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت الوزارة، في بيان نشرته على تطبيق تليغرام: “المجاعة تقتل في غزة 86 شخصاً، (منهم) 76 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية”. وأوضحت أن ذلك يعد “مجزرة صامتة” بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات.
نفاد المواد الطبية والغذائية والوقود وإقفال مستشفيات غزة
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، فجر الاثنين، تأكيده نفاد جميع المواد الطبية والغذائية والوقود، بشكل كامل، وإقفال المستشفيات بقطاع غزة.
وقال أبو سلمية: “نوجه رسالة للعالم بأنه يجب فتح المعابر بأسرع وقت، وإدخال المساعدات، وإنقاذ أهالي قطاع غزة.. نحن أمام إبادة جماعية”.
عقوبات أمريكية على ألبانيز
وفي التاسع من يوليو/ تموز الحالي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على ألبانيز.
وزعم روبيو في منشور عبر منصة إكس، أن العقوبات تأتي بسبب مساعي ألبانيز لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات بحق مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين.
والأربعاء الماضي، قالت ألبانيز إن العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها إثر انتقادها موقف الإدارة الأميركية من غزة تشكل “انتهاكاً” لحصانتها.
وأضافت ألبانيز: “هذا إجراء خطر جداً وغير مسبوق وأنا أتعامل معه بجدية كبيرة”.
وتواجه المحامية الإيطالية والخبيرة في حقوق الإنسان حملات ساعرة من الجهات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بسبب تصريحاتها المتكررة عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة الإمريكية، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.