إسرائيل تواصل حربها التدميرية على غزة وفشل جهود وساطات التهدئة

اضراب شامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وقمع المحتجين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس وباقي مدن الضفة الغربية المحتلة، فيما فشلت حتى لحظة اعداد هذا الخبر جهود الوساطة التي تقوم بها جهات دولية وإقليمية.

وشن الطيران الحربي والزوارق الحربية الإسرائيلية أكثر من 60 غارة منذ مساء أمس على مناطق متفرقة في القطاع، جميعها طالت منازل المدنيين والبنية التحتية ومقار حكومية، ومنازل فارغة مخلاة لقادة من الحركة، ومواقع للفصائل، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية خالية وشوارع ومرافق عامة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق قذائف صاروخية من جنوبي لبنان باتجاه منطقة الجليل وردّه بقصف مدفعي على مرتفعات كفرشوبا اللبنانية.

من جانبها، واصلت المقاومة الفلسطينية رشقاتها الصاروخية على بلدات ومدن إسرائيلية خاصة بلدات ما يعرف بغلاف غزة.

اضراب شامل

وصباح اليوم الثلاثاء، عمّ الاضراب الشامل، جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة وأراضي 48، تضامناً مع القدس غزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي عليها.

وسيكون الاضراب الشامل، في كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، والمدارس والجامعات وكذلك المصارف ووسائل النقل العام.

وبدأت المظاهرات في الضفة الغربية تجوب الشوارع، بالتزامن الاضراب الشامل.

واشنطن تدعم إسرائيل

وذكر البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة الهجمات الصاروخية.

وبحسب بيان البيت الأبيض، أدان بايدن ما وصفه بهجمات حماس الصاروخية العشوائية على البلدات الإسرائيلية. وشجع خطوات إسرائيل المستمرة لمحاسبة المتطرفين على العنف بين السكان، وحث إسرائيل على اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان حماية المدنيين الأبرياء.

وعبر بايدن عن قلقه على سلامة الصحفيين، وأكد على الحاجة لضمان حمايتهم. داعيا في الوقت ذاته إلى التهدئة.

وناقش الرئيس الأمريكي الانخراط الأمريكي مع مصر وشركاء آخرين للتهدئة.

وقال بايدن، أمس إن إدارته تعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق تهدئة دائمة مضيفا أن الطرفين يستحقان العيش في أمن وسلام.

مجلس الأمن الدولي

رفضت الولايات المتحدة، الاثنين، للمرة الثالثة في 7 أيام، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بياناً تقدمت به الصين وتونس والنرويج حول الملف الفلسطيني الإسرائيلي يدعو إلى “وقف أعمال العنف” و”حماية المدنيين وخصوصاً الأطفال”، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

وقالت المصادر إن الدول الثلاث تقدمت بطلب جديد لعقد اجتماع مغلق في مجلس الأمن، الثلاثاء، لمناقشة الملف مرة أخرى.

وينص مشروع البيان المرفوض، على أن المجلس يراقب بـ”قلق بالغ” ويندد بـ”احتمالات طرد” عائلات فلسطينية من القدس الشرقية المحتلة، داعياً إلى تجنّب “ممارسات أحادية” تفاقم التوترات.

وسُلمت مسودة البيان التي أعدتها الصين وتونس والنرويج، الأحد، لأعضاء المجلس الـ15 بهدف الموافقة عليها الاثنين، لكن الولايات المتحدة قالت إنها “لا يمكن أن تدعم في الوقت الراهن موقفاً يعبر عنه مجلس الأمن”، وفقاً لما صرح به دبلوماسي لوكالة “فرانس برس”.

احترام القانون الإنساني الدولي

واستهلت الدول الثلاث مسودة البيان التي حصلت عليها “الشرق” بالإعراب عن “القلق البالغ إزاء الأزمة المتعلقة بغزة والخسائر في أرواح المدنيين والضحايا”، والدعوة إلى تهدئة الوضع ووقف العنف واحترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين، وخاصة الأطفال.

وأكدت “ضرورة احترام وحماية المرافق المدنية والإنسانية، بما في ذلك مرافق الأمم المتحدة”، ودعوة جميع الأطراف إلى العمل بما يتفق مع هذا المبدأ، وضرورة تقديم المساعدة الإنسانية الفورية للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة.

وترحب المسودة بكافة “الجهود المبذولة لخفض التصعيد والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بما في ذلك جهود دول المنطقة واللجنة الرباعية للشرق الأوسط، وحث جميع الجهات الفاعلة على دعم هذه الجهود”.

كما يتضمن مشروع البيان التعبير عن القلق “إزاء التوترات والعنف في القدس الشرقية ، ولا سيما في الأماكن المقدسة وحولها، والحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، من أجل احترام الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة، وحق المصلين المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى”.

وأشارت الصين وتونس والنرويج “بقلق بالغ”، إلى احتمال إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها التي عاشوا فيها منذ أجيال في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية، وأعربت عن معارضتها للإجراءات الأحادية الجانب التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد البيئة المتوترة بالفعل، وفقاً لمسودة البيان.

ويجدد مشروع البيان “دعم حل الدولتين القائم على التفاوض بما يتفق مع القانون الدولي ، وبما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ، حيث تعيش دولتان (إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وقابلة للحياة وذات سيادة) جنباً إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها”، ويحث “على تكثيف وتسريع الجهود الدبلوماسية وصولاً إلى هذا الهدف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى