ادانات لبنانية للعدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت

ندّد لبنان الأحد بـ”العدوان” الإسرائيلي بعد سقوط طائرتي استطلاع ليلاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، محذراً من تداعيات هذا التطور على استقرار المنطقة، بعد ساعات من شنّ اسرائيل ضربات في سوريا، قالت إنها طالت أهدافاً إيرانية.

وسقطت الطائرتان فجر الأحد جنوب بيروت، وألحقت إحداهما بعد انفجارها أضراراً بالمركز الإعلامي لحزب الله، القوة الرئيسية في البلاد، المدعومة من إيران والتي تقاتل منذ العام 2013 بشكل علني في سوريا دعماً لقوات النظام.

ويأتي هذا التطور بعد أشهر من تبادل تحذيرات شديدة النبرة إزاء أي تصعيد عسكري بين إسرائيل وحزب الله، المصنّف “منظمة إرهابية” من قبل واشنطن وتل أبيب. وغالباً ما تستهدف الأخيرة مواقع وتحركات مقاتلي حزب الله وإيران في سوريا المجاورة.

وذكر الجيش اللبناني في بيان أن طائرتي الاستطلاع من اسرائيل “سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات”.

ومن المتوقع أن يعلن حزب الله موقفه الرسمي في كلمة يلقيها أمينه العام حسن نصرالله مساء في احتفال حزبي في شرق لبنان.

وقال المسؤول الاعلامي في الحزب محمد عفيف، للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، صباحاً إن “الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الاعلامي”، مؤكداً أن “الحزب لم يسقط أي طائرة”.

وأوضح أن الطائرة التي لم تنفجر “في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها”.

وفي وقت لاحق، رجّح عفيف للصحافيين أن الطائرتين “كانتا تستهدفان هدفاً ما”، إلا أن التحقيقات لم تتمكن من تحديده بعد.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل على اتهامات بيروت. إلا أن صحيفة هآرتس تحدثت في مقال لمراسلها الحربي عن احتمال أن تكون الطائرتين “إيرانية وليست إسرائيلية”.

وطوّقت وحدات الجيش مكان سقوط الطائرتين، بينما “تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص” وفق الجيش.

وأفاد مصدر صحفي عن فرض طوق أمني ليلاً في المنطقة وسط انتشار عناصر حزب الله في محيط المركز الاعلامي، الذي تكسرت نوافذه وتبعثرت محتوياته.

ويقع هذا المركز مع مؤسسات أخرى تابعة للحزب داخل مبنى سكني. وتسبب تصدع الزجاج ب”إصابات طفيفة” وفق عفيف.

– “تهديد استقرار” المنطقة –

وندّد الرئيس ميشال عون، حليف حزب الله، الأحد ب”العدوان الإسرائيلي السافر” معتبراً أنه “دليل إضافي على نيات اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة”.

واعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري أنّ “العدوان الجديد (…) يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر”.

وقال إنه “خرق صريح للقرار 1701” الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان واسرائيل إثر حرب تموز 2006.

واندلعت تلك الحرب إثر خطف حزب الله جنديين إسرائيليين. وردت إسرائيل بهجوم مدمر إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.

وشدد الحريري وهو من أبرز خصوم حزب الله سياسياً على أن “الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية”.

وفي وقت لاحق، أفاد الحريري في بيان عن تلقيه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أكد “ضرورة تجنب أي تصعيد والعمل مع كافة الأطراف المعنية لمنع أي شكل من أشكال التدهور”.

ولا يحظى حزب الله، الممثل في الحكومة والبرلمان، بإجماع حول سلاحه الذي يصفه خصومه بـ”غير الشرعي” أو حول مشاركته في القتال في سوريا.

– خمسة قتلى في سوريا –

تسببت غارات شنّتها إسرائيل ليل السبت الأحد قرب دمشق بمصرع خمسة مقاتلين، بينهم اثنان من حزب الله وثالث إيراني وإثنان مجهولا الهوية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونفت إيران إصابة مواقعها. ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) عن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي قوله “هذا كذب وغير صحيح… لم يلحق ضرر بمراكزنا الاستشارية” في سوريا.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تصدي الدفاعات الجوية ل”أهداف معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق”. وقال إنه “تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها”.

وأقرت اسرائيل سريعاً بشن الغارات، موضحة أنها طالت “عدداً من الأهداف الإرهابية ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية” في منطقة عقربا في جنوب شرق دمشق.

وقال متحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس إن مقاتلات “أحبطت محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقاً من سوريا لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيّرة قاتلة”.

وشدد على أنّ استخدام طائرات مسيّرة “انتحارية” معدّة للانفجار عند بلوغها أهدافها يشكل “تكتيكا مختلفاً وجديداً ضد اسرائيل”، بعدما كانت القوات الإيرانية شنّت عام 2018 ثلاث ضربات صاروخية على إسرائيل انطلاقاً من سوريا.

وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ”الجهد العملاني الضخم” للجيش الإسرائيلي لإحباط الهجوم. وأكد أنه “لا حصانة لإيران في أي مكان”.

وكان “من المفترض أن تحمل كل واحدة من هذه الطائرات المسيّرة كيلوغرامات عدة من المتفجرات” وفق كونريكورس وأن “تشن هجمات متوازية”.

ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية رصدت الخميس إعداد أربعة عناصر لشن هجوم من قرية سورية قرب الحدود، وأن قرارها بشن ضربات قرب دمشق صدر بعد رصدها الاعداد لـ “هجوم وشيك”.

وكثّفت اسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، حيث تقول إنها تستهدف مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. وتُكرّر التأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى