اشتباكات بين الميليشيات المسلحة في محيط مدينة مصراتة الليبية

اندلعت اشتباكات مسلحة، اليوم السبت، بين ميليشيا موالية لرئيس الحكومة المنتهية ولاياتها عبد الحميد الدبيبة وأخرى داعمة لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، في محيط مدينة مصراتة غرب البلاد.

وبدأت المواجهات عند بوابة الدافنية، ثم توسعت إلى محيط الطريق الساحلي، المؤدي إلى العاصمة طرابلس، حيث حاولت “القوة المشتركة” مداهمة تمركز “لواء المحجوب” في تقاطع زريق، للسيطرة على الآليات هناك، والقبض على آمر القوة عبد الله أبو سنينة.

وأوضحت أن قائد لواء المحجوب سالم الجحا أوكل إلى أبو سنينة والقوة التابعة له مهمة التمركز في مفرق البحر بمنطقة زريق “لمنع أي تحرك خارج عن شرعية الحكومة بقيادة باشاغا”، مشيرة إلى أن “القوة المشتركة” مدعومة بأعداد من المرتزقة الأجانب.

وأشارت مصادر إلى أن مجموعتي “لواء المحجوب” رفقة “كتيبة حطين” سبق أن تمكنتا من إخراج “القوة المشتركة” من مناطق في مصراتة، وذلك بعدما حاولت الأخيرة الاعتداء على منزل وموكب باشاغا عندما زار مصراتة لأول مرة منذ تكليفه، الأربعاء الماضي.

وقال الإعلامي الليبي محمد محيسن إن “القوة المشتركة أصبحت الذراع الذي يستخدم لترويع المواطنين”، مشيرا إلى أن ممارساتها من التضييق على المدنيين والشخصيات العامة، دفعت معظم الفصائل المسلحة في مصراتة إلى التوحد ضدها.

باشاغا يجتمع مع قادة المجموعات

وأشار إلى اجتماع باشاغا مع قادة تلك المجموعات ومن بينهم “لواء المحجوب، والحلبوص، وحطين، والكتيبة 166، والتحرير”، وذلك للنظر في الترتيبات الأمنية في المدينة ومنع انزلاقها إلى الفوضى والصراع، لكن الطرف الآخر هو من يتحمل مسؤولية التصعيد.

بدوره أكد المحلل السياسي الليبي، محمد عامر، أن مماطلة الحكومة منتهية الولاية، وتمسكها بالبقاء في السلطة، وعدم التسليم في العاصمة، هو سبب ما تشهده البلاد من مشاحنات وتوترات ولن تنتهي طالما استمر الوضع على ما هو عليه.

وحذر من تطور الأمور إلى “اقتتال في شوارع مصراتة”، مردفا أن الوضع قد ينزلق في أي لحظة إلى صراع عنيف، مطالبا باشاغا بالاستفادة من التفاف الكثير حوله أخيرا لأجل إنهاء الانقسام السياسي في البلاد.

وشهدت العاصمة طرابلس، على مدار يومي الخميس والجمعة، ساعات من الرعب، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين “جهاز الردع” و”ثوار طرابلس”، خلفت 16 قتيلا و34 مصابا.

تصعيد عسكري محتمل

وتحدثت مصادر محلية عن تحرك تعزيزات عسكرية وأرتال مسلّحة من الطرفين إلى موقع الاشتباكات، وهو ما ينذر بتصعيد عسكري محتمل، وسط مخاوف من اندلاع قتال بالمدينة، على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين، كما أشارت إلى وجود محاولات للوساطة لإنهاء هذه الاشتباكات.

ومنذ يومين، انتقل النزاع على السلطة بين الدبيبة وباشاغا إلى مدينة مصراتة، مسقط رأسيهما، حيث حاولت قوات موالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة، اعتقال غريمه فتحي باشاغا، بعد ساعات من وصوله إلى منزله بمدينة مصراتة، قبل أن يتصدّى أنصار باشاغا وبعض الميليشيات المسلحة الموالية له، لذلك.

ومنذ أشهر، تعيش ليبيا على وقع توتر سياسي متصاعد ومحتدم، بين رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة، إلى الحكومة الجديدة التي كلف البرلمان فتحي باشاغا بقيادتها، تلعب فيه المليشيات المسلّحة دورا كبيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى