الأزمة بين روسيا والغرب تضع العالم أمام أسوأ السيناريوهات الاقتصادية

حذر اقتصاديون، من أن العالم قد يشهد أحد أسوأ السيناريوهات على الإطلاق على غرار ما حصل خلال أزمة السبعينيات، حين تم إعاقة إمدادات الغاز الطبيعي والنفط والمواد الخام الأخرى، في وقت يرتفع فيه الطلب العالمي عليها.

ذلك عقب إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز “السيل الشمالي-2″، وتأكيد مسؤولين أميركيين أن هذا الخط لن يعمل أبدا.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بشكل ملحوظ أمس الثلاثاء، بينما اقتربت أسعار النفط الخام من 100 دولار للبرميل بعدما أمرت موسكو بنشر قواتها في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

أزمة السبعينيات

إلا أن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الأميركية أكد، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، أن لا شيء مما يحدث على الأرض حاليا في أوكرانيا يمكن أن يهدد تدفق النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

كما أضاف أن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس على روسيا لا تهدف لتعطيل أسواق الطاقة العالمية، ومن المستبعد أن تتسبب في ذلك.

لكن ما أهمية روسيا وأوكرانيا وبينهما منطقة دونباس في هذا المجال؟

خط “السيل الشمالي-2”

يشكل “السيل الشمالي 1” و2 أحد الخطوط الحديثة تحت بحر البلطيق من أجل نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، بعد أن كان ينقل فقط عبر خطوط أرضية تمر عبر أوكرانيا وبولندا أيضا.

فعندما انهار الاتحاد السوفيتي السابق، احتفظت روسيا بأحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم، ولم تبق لأوكرانيا سوى خطوط الأنابيب الأرضية لنقل الغاز.

لكن “السيل الشمالي” الممتد من الغرب الروسي أطل خلال السنوات الماضية ليزعج كييف، ويشكل في الوقت عينه ورقة مساومة رئيسية في يد الغرب من أجل صد أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا.

وكانت أعمال مد تلك الأنابيب ( “السيل الشمالي) بدأت عام 2011، واكتملت سنة 2012.

فيما انطلقت أعمال إنشاء خط “السيل الشمالي-2″” في 2018، واكتملت العام الماضي (2021).

وقد أثار هذا المشروع انتقادات من دول عدة في شرق أوروبا إضافة إلى الولايات المتحدة.

فمع تشغيله، ستخسر كييف 1.8 مليار يورو، وهي رسوم “العبور” التي تدفعها موسكو مقابل استخدام الخطوط الأرضية الأوكرانية لشحن الغاز إلى الاتحاد الأوروبي.

أكبر احتياطيات الفحم

وتشكل روسيا وغازها أحد الموردين الأساسيين للغاز إلى الدول الأوروبية على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أكد أكثر من مرة مع تصاعد التوتر مع موسكو أن أوروبا قادرة على البحث عن مصادر أخرى للغاز!

وإلى جانب الغاز، تحوي منطقة دونباس التي تضم جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك اللتين دخلتهما القوات الروسية أمس الثلاثاء (22 فبراير 2022) أحد أكبر احتياطيات الفحم في أوكرانيا، وقد شكلت أحد أهم مراكز الصناعات الثقيلة في الاتحاد السوفيتي السابق.

ثالث مصدر عالمي للقمح

وإلى جانب الفحم، تضم الأراضي الأوكرانية موارد طبيعية عدة من خام الحديد، والنفط، والمغنسيوم، والأخشاب، وغيرها.

وعلى الرغم من أنها لا تشكل نسبة كبيرة جدا على صعيد التصدير العالمي إلا أن أي اهتزاز في أي مصدر من تلك المصادر، بحسب المراقبين الاقتصاديين قد يؤثر على السوق العالمي الذي خرج منذ فترة من أزمة إغلاق بسبب الوباء امتدت لأشهر طويلة، بحسب ما نقلت “وول ستريت جورنال” عن اقتصاديين متخصصين.

أما القمح فمسألة أخرى أيضا قد تطال أبعادها العديد من الدول في الشرق الأوسط التي تعتمد على القمح الروسي.

إذ تشكل روسيا ثالث مصدر عالمي للقمح بعد الصين والهند، وتعتمد عدة بلدان عربية عليه منها لبنان وسوريا أيضا والسودان.

أمام هذا المشهد تبقى عين الاقتصاديين على تطورات الصراع المتصاعد حاليا بين الكرملين والغرب وسط غموض حول نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإلى أي مدى مستعد للمضي قدما في خططه ضد الجارة الغربية أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى