الاحتلال الإسرائيلي يقمع احتفالات المسيحيين بـ”سبت النور” في كنيسة القيامة

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة اعتداءات على المسيحيين الفلسطينيين والحجاج الأجانب الذين كانوا يحاولون الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس للاحتفال بـ”سبت النور”.

وقد حاول الآلاف من المسيحيين اجتياز عشرات السواتر الحديدية التي أقامتها قوات الاحتلال في ساحة الكنيسة وعلى جميع الطرق في البلدة القديمة من القدس.

وكان آلاف المسيحيين من فلسطين ودول أجنبية قد توجهوا مع بدء الكنائس الأرثوذكسية الثلاث احتفالاتها بسبت النور إلى كنيسة القيامة في القدس، في محاولة منهم للمرور من الحواجز الإسرائيلية الكثيفة، لكن الشرطة الإسرائيلية منعت غالبيتهم، ما تسبب في تدافع كبير بين المحتجين والقوات الإسرائيلية التي اعتدت على عدد منهم، ومن بينهم حجاج أجانب في باحة الكنيسة الخارجية، ما أسفر عن حالة من الغضب والهيجان في صفوف المحتفلين الذين تمكّن عدد منهم من تجاوز الحواجز بالقوة.

قالت دارين خوري لوكالة “سبوتنيك”، بعد نجاحها باجتياز الحواجز والوصول إلى كنيسة القيامة: “كنت خائفة خاصة من المستوطنين فقد تواجدوا بكثرة في محيط كنسية القيامة، وتشاجرت مع الشرطة الإسرائيلية الذين منعوني من الدخول منذ الصباح، لكني دخلت بالرغم عنهم، وبصدق لا أعرف كيف دخلت لقد كانت لحظات حرجة وخطيرة، والآن أنا في كنيسة القيامة لأول مرة في حياتي، وحزينة لأجل آلاف من المسيحيين لم يستطيعوا الوصول، للأسف في عيدنا لا نستطيع الوصول إلى القيامة”.

قيود مشددة على احتفالات المسيحيين

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قررت قبل أيام فرض قيود مشددة على احتفالات المسيحيين في مدينة القدس بيوم “سبت النور”، عبر نصب الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة، وتقليص عدد المسيحيين المشاركين، حيث أبلغت قادة الكنائس للعام الثاني أنها ستقيد الوصول إلى الكنيسة، وقلصت عدد الحضور إلى 1800 شخص، بما في ذلك رجال الدين.

قال جورج مناريوس أحد سكان البلدة القديمة في القدس: “مستاؤون جداً من الممارسات الإسرائيلية على الأماكن الدينية وعلى الرموز الدينية، والبلدة القديمة تشهد حالة من الحصار في كل المداخل والأبواب، وهذا يعطي المستوطنين ضوء أخضر لشن هجمات على سكان البلدة القديمة وعلى المسيحيين الفلسطينيين والأجانب”.

وبدوره يضيف الشاب رمزي مفيد: “هذا العيد هو عيدنا، وهذه كنيستنا ونرفض أن يمنع الاحتلال وصولنا إلى القيامة، واليوم أثبتنا للعالم أنه برغم هذه القيود الاحتلالية نحنا جئنا إلى هنا لنخرج النور بأيدينا”.

ودقت أجراس كنيسة القيامة احتفاءً بخروج النور ليضيء شموع زوار الكنيسة، وتبدأ مراسم الاحتفال بانطلاق الكشافة في محيط حارة النصارى، ويعتبر سبت النور أو السبت المقدس، هو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة، ويسبق عيد الفصح الذي يصادف غدا الأحد، وفي الماضي كان يصل إلى كنيسة القيامة، نحو 10 آلاف مصلٍ تزدحم بهم أزقة بلدة القدس القديمة، والطرق المحيطة بها، وهم يحملون الشموع، لكن مع الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تقلص العدد الى 1800.

وتشهد مدن بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، احتفالات حاشدة لاستقبال النور المنبثق من كنيسة القيامة، وستكون ذروة الاحتفالات في مدينة بيت لحم، عند الاستقبال الرسمي للنور على بلاط ساحة المهد التي ستعج بالمحتفلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى