البرهان يحذر من مهددات وجودية تحيط بالسودان

قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن “التنازع حول السلطة والانفراد بها، وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح وإتلاف للممتلكات وتعطيل لحياة الناس، يوجب علينا جميعاً تحكيم صوت العقل”.

وحذر البرهان من أزمات تحيط بالوطن وهي مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها، فيما ذكرت مصادر سودانية أن “رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أرجأ استقالته إلى يوم الأحد”.

واعتبر أن السبيل الوحيد للحكم هو “التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات”، وجدد تأكيده على التمسك بـ”المُمسكات الوطنية، وحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب”.

وأشار إلى ضرورة العمل الجاد لـ”المحافظة علـى الفترة الانتقالية، ونجاحها واستكمال مهامها، ومواصلة مسيرة السلام”.

وأشار إلى “ضرورة بناء كل مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المُحدد، يفٌوض فيها الشعب السوداني من يختاره لحكم البلاد”.

وقبل خطاب البرهان، أصدر مجلس السيادة السوداني بياناً، استنكر فيه الأحداث التي صاحبت تظاهرات 30 ديسمبر وأدَّت لسقوط عدد من الضحايا والجرحى في صفوف المتظاهرين،

وفي بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية، وجّه المجلس السلطات المختصة في الدولة بـ”أخذ الإجراءات القانونية والعسكرية كافة، لتدارك مثل هذه الأحداث، حتى لا تتكرر أو يفلت أي معتدٍ من العقاب”.

وجدَّد المجلس، بحسب البيان، “تأكيده على التظاهر السلمي كحق أصيل أقرته ثورة ديسمبر المجيدة”، وذلك في إشارة إلى الحراك الشعبي الذي أطاح بنظام الرئيس السابق عمر البشير، مترحماً “على أرواح الشهداء” ومتمنياً “عاجل الشفاء للمصابين والجرحى”.

ويأتي بيان المجلس السيادي بعدما أثار “العنف” ضد المتظاهرين في السودان موجة من ردود الفعل والإدانات الدولية، فيما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا هذه الاحتجاجات إلى 5، مع تسجيل أكثر من 297 جريحاً من المتظاهرين.

استقالة حمدوك

وفي الإطار، أفادت مصادر سودانية، الجمعة، بأن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عقد اجتماعاً مع قوى سياسية لمناقشة بعض القضايا، منها الأزمة السياسية في البلاد.

كما ذكرت المصادر، أن حمدوك كان من المقرر أن يقدم استقالته إلى الشعب السوداني الجمعة، في ذكرى الاستقلال السادسة والستين، مشيرة إلى أن أطراف اتفاقية جوبا للسلام طلبوا منه إرجاء تقديم استقالته حتى الأحد.

وكشفت المصادر أن اجتماعات حمدوك مع القوى السياسية وأطراف اتفاقية جوبا استمرت لأكثر من 3 ساعات، لافتة إلى أن الاجتماعات سعت لإحداث توافق والخروج برؤية موحدة بين مجموعة الإعلان السياسي وأطراف اتفاقية جوبا.

عنف الأجهزة الأمنية

وأضافت المصادر، أن عضو مجلس السيادة الانتقالي عبد الباقي عبد القادر يعتزم تقديم استقالته إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ “احتجاجاً على عنف الأجهزة الأمنية مع المحتجين”.

وكان السودان شهد تظاهرات واسعة الخميس، أطلقت قوات الأمن السودانية خلالها الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا للتحرك صوب القصر الرئاسي في الخرطوم، برغم التدابير الأمنية المشددة وإغلاق الطرق والجسور وتعطيل خدمات المحمول والإنترنت.

واحتجاجات الخميس هي الجولة الحادية عشرة من المظاهرات الضخمة منذ التدابير التي اتخذها الجيش في 25 أكتوبر، التي تضمنت عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه. ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى