الرئيس الجزائري يحذر حركتي “رشاد” الإخونجية و”الماك” الانفصالية

ويصفهما بـ"الجراثيم" ومحاولة إحداث الفتنة على خلفية الحرائق

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في خطاب تلفزيوني، إن معظم حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد “مدبرة من جهات تعرف جيدا المنطقة وتضاريسها وقصدوا أن تكون بمناطق آهلة بالسكان”.

وحذر الجزائريين عامة وسكان منطقة القبائل التي تضررت بشكل كبير من الحرائق من حركتي “رشاد” الإخونجية و”الماك” الانفصالية التي وصفهما بـ”الجراثيم” بمحاولة إحداث الفتنة على خلفية الحرائق.

ووجه كلمة لسكان ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من الحرائق:”حذارِ من الجراثيم التي تحاول استغلال الفرصة للتفرقة والشعب كله واحد”.

القبض على مشبوهين

وتابع: “سنستعمل القانون لصدهم، وهؤلاء الناس من يحاولون استغلال الأوضاع الصعبة والتفرقة بين الجيش والشعب أقول لهم إن المواطنين هم من ساعدوا الدولة في القبض على مشبوهين وصل عددهم إلى 22 منهم 11 في تيزي وزو والبقية في عنابة وجيجل”.

وواصل تحذيره للتنظيمين الإرهابيين بالقول: “من يمس الوحدة الوطنية استعمل معها كل الوسائل وسيدفع الثمن غاليا، الوحدة الوطنية شيء غالي جدا”.

وشدد على أن هناك أشخاصا مغرضين وتحريات العدالة هي من ستحقق في اغتيال الشاب الذي قتل في مدينة تيزي وزو بعد قدومه من ولاية عين الدفلى للمساعدة في إطفاء الحرائق..

ونبه إلى ضرورة عدم إعطاء الفرصة لمنظمتين إرهابيتين للدخول بين الجزائريين لإحداث الفتنة، في إشارة إلى تنظيمي “رشاد” الإخونجية و”الماك” الانفصالية المصنفتين إرهابيتين.

فيروس الإخونجية

يذكر أنه في 18 مايو/أيار الماضي، صنفت الجزائر رسمياً الحركتين “إرهابيتين” عقب اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبدالمجيد تبون في خطوة غير مسبوقة.

حينها، أعلنت الرئاسة الجزائرية أن المجلس الأعلى للأمن درس “الأفعال العدائية والتحريضية المرتكبة من قبل ما يسمى بحركتي رشاد والماك التي ترمي إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها”.

وفي 14 يوليو/تموز الماضي، وجه الأمن الجزائري ضربة قاتلة لـ”حركة رشاد” الإخونجية الإرهابية بتفكيك “صندوقها الأسود” لعملياتها الإجرامية.

أخطر تنظيم إرهابي

وكشف التلفزيون الجزائري عن تفكيك أكبر خلية إرهابية تابعة لـ”حركة رشاد” الإخونجية مكونة من 12 شخصاً تنشط بشكل مباشر مع جناح الحركة الإرهابية بأوروبا.

كان من بين أفراد الخلية سيدة ظهرت مرتدية النقاب، اعترفت بدورها في استدراج النساء والتركيز على الفقيرات والطالبات الجامعيات منهن.

ويؤكد خبراء أمنيون أن حركة “رشاد” الإخونجية تبقى أخطر تنظيم إرهابي في الجزائر، بالنظر إلى طبيعة مخططاتها المنسوخة من تجارب دول عربية لا تزال تعاني من ويلات الاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية، باعتمادها على “منظور الميليشيات المسلحة”، وكذلك ارتباطها بمخابرات أجنبية.

مرتبط بـ(القاعدة وداعش)

غير أن حقيقة “رشاد” تتعدى ذلك، وتكشف الحقائق الكثيرة أن خطر هذا التنظيم الإخونجي يتجاوز حدود الجزائر إلى “تنظيم إرهابي بأبعاد عالمية”، مرتبط بـ(القاعدة وداعش)، وبمخابرات أجنبية معروفة بأنها “القاعدة الخلفية لجماعة الإخوان” في العالم.

و”رشاد” هي حركة إرهابية ولدت من الرحم المشوه لـ”الجبهة الإرهابية للإنقاذ” الإخونجية التي تسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي عرفت بـ”العشرية السوداء” أو “المأساة الوطنية” وفق المصطلح الرسمي الوارد في قانون السلم والمصالحة الوطنية الصادر عام 2005.

وتزعم الحركة الإخونجية، معارضتها للنظام الجزائري، وتأسست في أبريل/نيسان 2007 من قبل 6 إخونجية هاربين من العدالة الجزائرية في تهم تتعلق بالإرهاب والسرقة، قبل أن تتحول مع بداية ما يعرف بـ”ثورات الربيع العربي” إلى محاولة تنفيذ مخططات النظام التركي في المنطقة.

ومع نهاية 2018، أحبطت الأجهزة الأمنية الجزائرية أخطر سيناريو للحركة الإخونجية عندما فككت شبكات إرهابية في عدد من مناطق البلاد كانت تحضر نفسها “مليشيات مسلحة” وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة الحربية القادمة من تركيا وغرب ليبيا، وفق ما أكدته مصادر أمنية وقتها.

رأس الفتنة

وتمتلك الحركة الإخونجية الإرهابية علاقات متشعبة بالإرهاب ومخابرات دولية، ومختلف أسلحتها من الذباب الإلكتروني الإخونجي، فضلا عن تشكيل ميليشيات مسلحة وفق مخطط مدروس لإعادة سنوات الدم في هذا البلد العربي الذي عانى كثيرا من ويلات الإرهاب الإخونجي لأكثر من عقد كامل.

ويعد الإخونجي محمد العربي زيتوت الرأس المدبر لـ”رشاد” الإرهابية ويصفه الجزائريون بـ”رأس الفتنة” وهو من المؤسسين لـ”منظمة الكرامة” الإرهابية.

وأثبتت وثائق مسربة بأن “زيوت هو عميل لعدة مخابرات أجنبية، كما يملك إمبراطورية مالية في أوروبا جمعها من علاقاته المشبوهة بعناصر إرهابية دولية وكذلك من حملات التبرع المزعومة لعناصر الحركة الإرهابية في الجزائر.

واستنادا إلى المعلومات الكثيرة والدقيقة من مصادر مختلفة بينها أمنية وأخرى في أوروبا، فإن لحركة “رشاد” الإخونجية مصادر تمويل متعددة سمحت لعناصرها بتكوين ثروة طائلة.

عائدات التخابر مع استخبارات أجنبية

لعل أبرز تلك المصادر، عائدات التخابر مع استخبارات أجنبية، بعد تكليفهم بجمع معلومات من عملائهم في الجزائر عن الوضع الداخلي، وكذلك من خلال التحريض على العمل المسلح والصدام مع الأمن، وتكثيف الأخبار المضللة والكاذبة عبر منصات التواصل.

ورصدت أجهزة الأمنية الجزائرية منذ 2019 عشرات الصفحات عبر منصات التواصل من دول أوروبية، وتقف وراءها حركة رشاد الإخونجية عبر عناصرها وعائلاتهم، تركز عل بث الفتنة والفرقة في المواضيع الحساسة أبرزها الجيش والهوية والعلاقات مع فرنسا.

مصدر كبير آخر تجني منه حركة “رشاد” الإرهابية عائدات مالية ضخمة وفق ما تسرب من وثائق ومن شهادات منشقين عنها، والمتعلقة بـ”عائدات مواقع التواصل على رأسها يوتيوب”.

ويعتمد عناصر الحركة الإخونجية الجزائرية خصوصاً المدعو محمد العربي زيتوت على جمع التبرعات من المشتركين في موقع يوتيوب عبر الموقع الخدمي “Pay Pal” أو ما يعرف بـ”البنك الإلكتروني”، من خلال الاحتيال واستعطاف متابعيهم بقضايا إنسانية أو حقوقية.

وتمتلك الحركة الإخونجية الإرهابية عشرات الشركات “الوهمية” في أوروبا، والتي تقوم بعمليات تبيض للأموال أغلبها التي تتلقاها من دولة عربية معروفة بدعمها وتمويلها للتيارات الإخوانية.

وفي أغسطس/آب 2020، اكتشف الجزائريون حقيقة التنظيم الإخونجي من خلال عدد كبير من الوثائق السرية المسربة والخطرة والتي كشفت حقائق كثيرة بينها ثمن العمالة لمخابرات أجنبية وتمويل الإرهاب.

ويمتلك غالبية أعضاء “رشاد” الإخوانية إمبراطوريات مالية على رأسهم الإخونجي محمد العربي زيتوت، في عدد من الدول الأوروبية، ولجأت إلى حل بعضها سعياً للتهرب الضريبي وطريقة مثلى لتبييض الأموال وأخرى “شركات وهمية”.

حركة الماك الانفصالية

أما “الماك” أو الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل، هي حركة متطرفة تطالب باستقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر.

وتقع هذه المناطق شرق البلاد وتضم ولايات تيزيوزو وبجاية والبويرة، وتتمثل أوراقها في “اللعب بالمشاكل الاجتماعية والأبعاد العرقية والأيديولوجية”.

تأسست عام 2002 من قبل المغني الأمازيغي فرحات مهني وتتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا دائما لها، وتزعم أن لها حكومة منفى.

ولا تحظى الحركة الانفصالية بدعم من سكان منطقة القبائل، وأبدى سكان المناطق الأمازيغية رفضها لأطروحات الاستقلال والانفصال عن الجزائر في عدة مناسبات بينها مظاهرات الحراك الشعبي.

وكشفت الأحداث الأخيرة عن “تحالف” بين هذه الحركة الانفصالية وحركة “رشاد” الإخونجية الإرهابية، وفق ما كشفته الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الرسمية.

وتشير التقارير الجزائرية إلى مخطط مشترك بين الحركتين لضرب استقرار الجزائر بدعم من أطراف أجنبية، وأحبطت عدة عمليات إرهابية وفككت خلايا إجرامية تابعة لها حاولت استهداف المظاهرات بمختلف أنواع الأسلحة بين سيارات مفخخة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى