الفاشي نتنياهو يسحب وفده التفاوضي من الدوحة وقواته تواصل الإبادة في غزة

قرر رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، سحب وفده التفاوضي بأكمله من الدوحة بمزاعم “استمرار الجمود في المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى”.
ذلك بعد يوم واحد من وضع نتنياهو، الأربعاء، شروطاً تفاوضية من شأنها أن تطيل أمد حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، من بينها “نفي قادة حماس” خارج القطاع، وتنفيذ مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين.
وأكدت التقارير العبرية أن نتنياهو أمر بعودة الوفد من العاصمة القطرية الدوحة، وأن قراره جاء بسبب ما قال إنه “تمسك حماس بضمانات أميركية لإنهاء الحرب”.
وكان الفاشي نتنياهو أعلن يوم الثلاثاء الماضي، أن أعضاء رفيعي المستوى من فريق التفاوض عادوا بعد أسبوع من المحادثات “المكثفة” في الدوحة بشأن الأسرى.
في حين بقي عدد من الممثلين على مستوى العمل في العاصمة القطرية، وفقاً لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
إبادة وتهجير
تأتي هذه التطورات بينما تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر، حيث أصدر جيش الاحتلال أوامر تهجير جديدة سكان 14 حيا في شمالي غزة، اليوم الخميس.
وطلب المتحدث باسم الجيش ، أفخاي أدرعي، من الفلسطينيين إخلاء المناطق فورا قبل بدء عمليات عسكرية بها، ومن بينها مشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وحي الشيخ زايد وغيرها.
كما أعلن عبر حسابه في X، أنه سيوسع نشاطه في المناطق المذكورة، ووصفها بأنها مناطق قتال خطيرة، قائلاً إنه سيعمل بقوة شديدة، بحسب تعبيره.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية إن 54 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر اليوم الخميس جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة في القطاع.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 107 فلسطينيين وإصابة 247 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
الحصار والتجويع
بينما تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في القطاع ويُحكم الحصار القاتل على السكان، تزداد المؤشرات إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات، وتسجيل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، مع خروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة، وارتفاع أعداد الشهداء والضحايا إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
وأفاد مصدر في مستشفى العودة باندلاع حريق في مستودع الأدوية بالمستشفى في تل الزعتر، شمالي قطاع غزة، بعد استهدافه من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى العودة في تل الزعتر، شمالي قطاع غزة، حيث يوجد في المستشفى 160 شخصاً ما بين كوادر طبية وجرحى.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصدر في المستشفى قوله إن دبابات الاحتلال استهدفت قسم الجراحات التخصصية فيه، مؤكداً أن الدبابات تواصل إطلاق النيران على المباني التابعة له.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن عدد الوفيات بسبب التجويع المباشر ونقص الغذاء والدواء بلغ أكثر من 300 منذ بدء الحصار الكامل، بينها 58 وفاة نتيجة سوء التغذية و242 بسبب نقص العلاج، و300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يوماً فقط.
وتشير البيانات إلى أن من بين الضحايا مرضى كلى وأطفال تُركوا لمصيرهم مع نفاد الوقود وتوقف الخدمات الطبية.
نتنياهو يشترط “تهجير الفلسطينيين” لإنهاء الإبادة المستمرة
وأمس الإربعاء، وضع الفاشي نتنياهو، الأربعاء، شروطاً تفاوضية من شأنها أن تطيل أمد حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، من بينها “نفي قادة حركة حماس” خارج القطاع، وتنفيذ مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أن جميع أجزاء القطاع ستكون في النهاية تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس، وهو الأول منذ قرابة 5 أشهر، إن “هناك 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة في غزة، وما يصل إلى 38 أسيراً قتلوا”، وزعم أن لدى إسرائيل “خطة منظمة جداً لتحقيق أهداف حرب غزة”، مضيفاً أن “للحرب غاية واضحة ومبررة”.
وأعرب نتنياهو عن استعداده لـ”إنهاء الحرب بشروط وهي: عودة جميع الأسرى، ونفي قادة حماس، وخلو القطاع من السلاح، وتنفيذ خطة ترامب والتي بموجبها يُسمح لسكان غزة الذين يرغبون بالخروج أن يغادروا”.
إصرار على إحباط المسار التفاوضي
من جهتها قالت حركة “حماس” إن “تأكيد نتنياهو بأن أي اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار، سيتبعه استئناف للحرب وصولاً إلى تنفيذ ما سماه خطة ترامب (الرئيس الأميركي) للتهجير، هو إصرار على إحباط المسار التفاوضي، وتدمير لفرص الإفراج عن الأسرى”.
وأضافت الحركة، في بيان، أن “حديث نتنياهو عن خطة ترمب للتهجير باعتبارها من أهداف حربه الوحشية؛ يضع واشنطن أمام مسؤولية توضيح موقفها من جريمة التهجير القسري تحت وطأة الإبادة، في وقت تلعب فيه دور الوساطة لإنهاء الحرب”.
وتابعت: “على المجتمع الدولي التحرُّك لفرض إجراءات تضمن وقف المجازر الوحشية بحق الأبرياء في قطاع غزة، ومحاسبة نتنياهو، الذي يؤكد نيّة الاستمرار في جريمة إبادة وحشية وتجويع وتهجير قسري، متحدّياً كافة القوانين والمواثيق الدولية”.
استئناف إسرائيل للإبادة الجماعية
يذكر أن إسرائيل كانت فرضت منذ مارس الماضي، بعد أن استكمال مراحل اتفاق وقف النار، حصاراً قاتلاً على غزة، متهمة حماس بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين، وهي تهمة نفتها الحركة.
كذلك أعلنت استئناف جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.
في حين لا يزال 57 إسرائيليا أسرى في غزة، بينهم 34 لقوا مصرعهم، وفق إحصاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، راح ضحيتها أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، إضافة لآلاف المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم.