المنظمات الإرهابية تستفيد من كورونا لإنعاش خطاب الكراهية

تحاول المنظمات الإرهابية أن تستغل حالة الهلع والخوف بسبب تفشي وباء كورونا، لتعزيز خطاب الكراهية، لاسيما أن الدول الغربية أضحت من الأكثر تضررا بفيروس (كوفيد 19).

وبحسب تقارير متعددة، فإن المنظمات المتشددة تركب على موجة الوباء، حتي تنعش دعايتها المتشددة على الإنترنت (بروباغندا)، وذلك من خلال تصوير الفيروس بمثابة عقاب إلهي لمن يوصفون بـ”الكفار”.

وفي هذا السياق، ذكرت مجموعة “سايت” الاستخباراتية، وهي شركة أميركية خاصة، أن المتشددين شرعوا في التعليق على تطورات وباء كورونا.

وأوردت المجموعة المختصة في رصد خطاب الإرهابيين ومن يروجون لتفوق العرق الأبيض، أن تنظيمي القاعدة و”داعش” قالا، خلال الأسبوع الجاري، إن الفيروس “غضب” من الله على الدول الغربية.

وروج المتشددون هذا الخطاب في غرف المحادثة الخاصة فيما بينهم، لكن تنظيم القاعدة عبر عن هذا الموقف في بيان رسمي، قائلا إن فيروس كورونا عقاب إلهي واضح.

وأصاب فيروس كورونا أكثر مليون و151 ألف شخص في أغلب دول العالم، ووصل عدد الوفيات من جراء المرض إلى 61 ألفا و671، فيما بلغ عدد المتعافين من الوباء 240 ألفا.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال تنظيم داعش الإرهابي عبر صحيفة إليكترونية تابعة له، إنه قتل من الأميركيين في غضون فترة قصيرة أكثر مما أوقعته هجمات 11 سبتمبر في نيويورك سنة 2001.

وأضافت الصحيفة المتحدثة باسم التنظيم الإرهابي، أن هذا الوباء أظهر ضعف الولايات المتحدة، وأظهر أنها ليست بالقوة التي لا تقهر كما يروج.

ويقول الخبراء إن هذا الخطاب ليس جديدا، لأن التنظيمات المتشددة تربط دائما بين ظواهر الطبيعة العنيفة وبين وجود “غضب إلهي”، وتلجأ إلى هذا الأسلوب حتى تقوم بشيطنة خصومها وتظهرهم بمثابة خصوم ضعاف يعيشون أسوأ أيامهم.

ويرى الضابط السابق في المخابرات الأميركية، كريس كوستا، أن المنظمات الإرهابية تستغل ظروفا مثل وباء كورونا لأجل بث “الحماس”، مضيفا “أنهم انتهازيون ووصوليون، ولا يتوانون عن استغلال حالة وباء، معتقدين أنهم يهزموننا عن طريق عقاب إلهي حتى وإن لم يكونوا قادرين على أن يفعلوا ذلك على أرض المعركة”.

وأضاف كوستا الذي سبق له أن قدم المشورة حول شؤون الإرهاب لإدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لوباء كورونا بأن يربك حربها ضد عدد من الأعداء من الإرهابيين وجماعات اليمين المتطرف.

وفي وقت سابق، تحدث تنظيم داعش عن التكلفة الاقتصادية لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، وتسجيل 4 ملايين شخص في قوائم البطالة في البلاد، وإقرار خطة دعم من ترليوني دولار ضد الوباء.

ويقول الخبراء إن الإضرار باقتصاد الولايات المتحدة شكل نقطة مهمة على الدوام في خطط المنظمات الإرهابية، والزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، كان يشير كثيرا إلى التكلفة المالية لهجمات 11 سبتمبر.

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى