تجنباً للصراع مع الصين… فرنسا تعترض على فتح مكتب لحلف الناتو في اليابان

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الثلاثاء. أن  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعترض على المقترح الذي قدمه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لفتح مكتب اتصال في اليابان، فيما تحاول باريس تجنب مزيداً من التصعيد في التوتر مع الصين.

وقالت “فاينانشيال تايمز”، نقلاً عن ثمانية أشخاص مطلعين على الأمر، إن معارضة فرنسا للمقترح أدت إلى تعقيد المناقشات المستمرة منذ شهور داخل الناتو بشأن إنشاء أول مكتب اتصال للحلف في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأضافت الصحيفة أن خطوة إنشاء مكتب اتصال صغير في طوكيو تأتي في الوقت الذي تحث فيه الولايات المتحدةواليابان، أوروبا على زيادة مشاركتها في القضايا الأمنية في آسيا، ولا سيما مع تزايد القلق بشأن إمكانية قيام الصين بعمل عسكري في تايوان.

ويتزامن القرار أيضاً مع انتقادات وجهتها الصين للجهود الأميركية الرامية إلى إنشاء تحالفات “مناهضة” للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تقويض مصداقية أوروبا مع الصين

وقال مسؤول فرنسي إن باريس تعتقد أن ميثاق الناتو، يُلزم الحلف بتحديد نطاقه الجغرافي في منطقة “شمال الأطلسي”، وأن هذه الخطوة قد تقوض مصداقية أوروبا مع الصين بشأن بالحرب في أوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بمطالبة بكين بعدم تزويد روسيا بالسلاح.

وأفاد أحد الأشخاص المطلعين على المحادثات الجارية داخل “الناتو” إن فرنسا لا ترغب في دعم أي شيء “يسهم في إحداث توتر بين الناتو والصين”.

وقال ماكرون في مؤتمر عُقد الأسبوع الماضي إن الناتو “لا يجب أن يتوسع خارج منطقة شمال الأطلسي”، وأكد أن توسيع النطاق الجغرافي للحلف سيكون “خطأ كبيراً”.

وتأتي معارضة ماكرون بعد شهرين من زيارته إلى الصين، حيث قال إن أوروبا يجب أن تنأى بنفسها عن التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، وهي التصريحاتالتي أثارت غضب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

غياب الإجماع

ويتطلب إنشاء مكتب للحلف موافقة مجلس شمال الأطلسي، الهيئة الرئيسية لصنع القرارات السياسية في الحلف، بالإجماع، ما يعني أن فرنسا لديها القدرة على تعطيل هذه الخطوة.

ورفض الناتو تقديم تفاصيل حول “المداولات الجارية”، بحسب الصحيفة.

ولم تعلق الحكومة اليابانية على الأمر، ولكن مسؤولاً يابانياً قال إن طوكيو ترغب في تعزيز العلاقات مع التحالف.

ولم يرد البيت الأبيض على طلب الصحيفة للتعليق على الأمر.

وتناقش اليابان و”الناتو” إنشاء مكتب في طوكيو منذ زيارة رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبى، لمقر الحلف في عام 2007.

وافتتحت طوكيو مكتباً فرعياً للحلف في بروكسل في عام 2018. ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي أصبح العام الماضي أول زعيم ياباني يحضر اجتماعاً للحلف، القمة المقبلة المقرر عقدها في ليتوانيا في يوليو المقبل.

وأكد كيشيدا في 24 مايو الماضي لأول مرة خطة حلف الناتو لفتح مكتب اتصال في بلاده، فيما ردت وزارة الخارجية الصينية على تصريحاته في اليوم ذاته، بالقول إن “الصين تعارض هذه الخطة”.

وقال كيشيدا إن بلاده لا تخطط للانضمام إلى حلف الناتو، ولكنه أقر بخطط الحلف لفتح مكتب اتصال في اليابان، مشيراً إلى أن لا قرار اتخذ بعد بهذا الشأن.

وسائل إعلام يابانية

وكانت صحيفة “نيكاي آسيا” اليابانية أول من كشف عن خطط إنشاء مكتب اتصال للناتو في اليابان، وذلك في تقرير نشرته في 3 مايو، وأكدت فيه أن المكتب سيُمكن التحالف من إجراء مشاورات دورية مع اليابان، وشركاء رئيسيين في المنطقة مثل كوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا، في الوقت الذي تشكل فيه الصين تحدياً جديداً للحلف.

وأضافت الصحيفة أن “الناتو”، واليابان سيرفعان مستوى التعاون بينهما للتوقيع على خطة شراكة فردية قبل قمة “الناتو”، المُقرر عقدها في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في يومي 11 و12 يوليو المقبل.

وسيعمل “الناتو” واليابان على تعميق تعاونهما في التصدي للتهديدات الإلكترونية، وتنسيق مواقفهما بشأن التقنيات الناشئة، والتكنولوجيا التي تحدث تغييراً جذرياً، وتبادل الأفكار المتعلقة بمكافحة المعلومات المضللة، بحسب “نيكاي آسيا”. وأكد مسؤولون من حلف “الناتو” واليابان هذه الخطط.

وتتمثل الخطة المُقترحة في فتح مكتب اتصال، يضم شخصاً واحداً في طوكيو العام المقبل. ولا يزال الجانبان يتفاوضان على ما إذا كانت اليابان ستوفر مساحة المكتب أو ما إذا كان التحالف سيموّله، بحسب الصحيفة.

ويمتلك “الناتو” أكثر من 10 مكاتب اتصال في جميع أنحاء العالم، في دول مثل أوكرانيا ومولدوفا، معظمها صغير ويهدف إلى المساعدة في الاتصال بحكومة وجيش البلد المضيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى