منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية تؤكد قيام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة
وتتهم أوروبا والولايات المتحدة بالمساهمة في امتدادها

أكدت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية على أن إسرائيل تنفذ جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، متهمة أوروبا والولايات المتحدة لم تتحركا لوقف الإبادة بغزة بل ساهمتا في امتدادها، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “التدمير الشامل لغزة أمر لا يطاق وينبغي أن يتوقف”.
وقالت المنظمة في تقرير: “إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة. هذه كلمات لا يمكن استيعابها، لكن هذا هو الواقع”، مشددة على أن “إسرائيل تعمل بشكل متعمد ومنهجي لتدمير المجتمع والشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
التدمير المنهجي للبنى التحتية
ولفتت إلى أن “التصريحات الصريحة الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين كبار، إلى جانب السياسة المتسقة المتمثلة في الهجمات المدمرة والممارسات الإبادية، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل تعتبر سكان قطاع غزة بأكملهم هم الهدف”.
وأكدت المنظمة أن “محو مدن بأكملها، التدمير المنهجي للبنى التحتية الصحية والتعليمية والمؤسسات الدينية والثقافية، التهجير القسري لمليونيْ شخص من سكان قطاع غزة بهدف طردهم من القطاع، إضافة إلى التجويع والقتل الجماعي بالطبع – كل هذه وغيرها هي محاولة سافرة ومُعلنة لتدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة وخلق ظروف معيشية كارثية لا تسمح له باستمرار البقاء”.
أيدلوجيا النظام الإسرائيلي المتطرفة تشمل الضفة
وأضافت بتسيلم: “هذا هو بالضبط تعريف الإبادة الجماعية”، محذرة من أن “الأيديولوجية التي توجه النظام الإسرائيلي لا تقتصر على قطاع غزة فقط. هذا النظام نفسه، الجيش نفسه، القادة والضباط أنفسهم يطبّقون ممارسات العنف المتطرّف في الضفة الغربية، في شرقيّ القدس وفي داخل إسرائيل أيضا”.
وتابعت قائلة: “نحن نشهد بالفعل الآن انتقال الأساليب التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة إلى مناطق أخرى ـ على نطاق مختلف، لكن بالمنطق ذاته”، مبينة أنه “في الضفة الغربية، يتجلّى ذلك في القصف الجوي، تدمير مخيمات اللاجئين، التهجير الجماعي والتدمير المتعمّد للاقتصاد والمجتمع. لا حماية لأي فلسطيني يعيش تحت نظام الإبادة الجماعية الإسرائيلي.”.
وذكرت المنظمة أن “قادة العالم الغربي، وتحديدًا الولايات المتحدة وأوروبا، شركاء في المسؤولية الفعلية عن أعمال إسرائيل، إذ يواصلون منحها الدعم الذي يتيح لها القيام بأعمال الإبادة”.
وشددت على أنه “من واجب المجتمع الدولي أن يوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”، لافتة إلى أنه “من واجبنا ومسؤوليتنا، كمنظمة لحقوق الإنسان، أن نقول الحقيقة: الإبادة الجماعية تحدث هنا، الآن. هذه هي الإبادة الجماعية خاصّتنا، ويجب وقفها”.
“الوضع في غزة وصل إلى الانهيار”
في السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، أن “النزاع الحالي في قطاع غزة يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره وإنهاؤه يتطلب إرادة سياسية”.
وقال غوتيريش، إن “الوضع في غزة وصل إلى الانهيار”، مؤكدا أن “التدمير الشامل لغزة أمر لا يطاق وينبغي أن يتوقف”.
وأضاف أن “تجويع السكان وقتل عشرات آلاف المدنيين وتصاعد عنف المستوطنين والتهجير القسري أمور ينبغي أن تتوقف”، متابعا: “هذا المؤتمر الدولي يجب أن يشكل نقطة تحول لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين”.
وترتكب إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة راح ضحيتها حتى الآن نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.