ميليشيات الدبيبة تطلق الرصاص على المتظاهرين الليبيين والجيش يعلن انحيازه للمطالب الشعبية

تواصلت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بحل الأجسام السياسية وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا في وقت متأخر من السبت، حيث تظاهرت مدن طرابلس ومصراتة وسبها، كما احتج متظاهرون أمام معسكرات للمرتزقة السوريين في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى مدن جنوبية، فيما أعلن الجيش الوطني الليبي أنه يقف بشكل كامل مع المطالب الشعبية المشروعة، وطالب المتظاهرين بعدم المساس بالمرافق العامة والخاصة، وأضاف أن الجيش سيتخذ الإجراءات اللازمة لصيانة الاستقلال الليبي

وأطلقت مليشيا ما يعرف بـ”الأمن العام”، التابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة، منتهية الولاية الرصاص الحي على المتظاهرين في عدة مناطق بطرابلس، لاحتجاجهم على الأوضاع السياسية والخدمية المتردية.

وبحسب شهود عيان فقد أطلقت مليشيات ما يعرف بـ”الأمن العام” بقيادة المليشياوي عماد الطرابلسي النار على المحتجين دون تسجيل أية إصابات حتى الآن، في مناطق غوط الشعال والدريبي غربي طرابلس.

جاء ذلك عقب إعلان حراك “بالتريس”، الداعي للمظاهرات والمطالب بإسقاط السلطة التنفيذية والتشريعية في ليبيا، إلى الدخول رسميًا في حالة عصيان مدني في جميع المدن الليبية حتى تحقيق مطالبهم.

وفي ذات السياق قام عدد من المحتجين بإغلاق طريق المطار والطرق المؤدية لمطار معيتيقة الدولي وحرق إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى عدد من الشوارع وسط العاصمة طرابلس ومن بينها شارع ميزران المتفرع من ميدان الشهداء، كما أضرم المحتجين النيران أمام عدد من البلديات بالمنطقة الغربية منها بلدية نالوت، وبلدية بني وليد.

ويستعد المحتجون لنصب الخيام داخل ميدان الشهداء في العاصمة طرابلس، والدخول في عصيان مدني بطرابلس ومصراتة وبنغازي وسبها وطبرق والبيضاء.

الجيش يساند الاحتجاجات

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، إن الجيش يقف بشكل كامل مع المطالب الشعبية المشروعة، وطالب المحتجين بعدم المساس بالمرافق العامة والخاصة.

وأضاف المسماري، أن الجيش سيتخذ الإجراءات اللازمة لصيانة الاستقلال الليبي، مؤكدا أنه سيواجه أي محاولات خارجية للقفز على الحراك الشعبي.

بعد إعلان الجيش الليبي انحيازه للتظاهرات، أعلن المحتجون عن تأجيل عصيانهم المدني لمساء غد الأحد.

على الجانب الآخر، أعلن منظمو الاحتجاجات في ليبيا عن التصعيد والدخول في حالة عصيان مدني. وقالوا إن التصعيد سيستمر إلى غاية خروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، إضافة إلى حل الكيانات السياسية.

وقال محتجون ليبيون إنهم سيواصلون التظاهر حتى تنحي جميع النخب الحاكمة عن السلطة، وذلك بعد أن بلغت التجمعات في معظم المدن الرئيسية، الجمعة، ذروتها باقتحام حشد مبنى البرلمان وإحراق أجزاء منه.

بعد إعلان الجيش الليبي انحيازه للتظاهرات، أعلن المحتجون عن تأجيل عصيانهم المدني لمساء غد الأحد.

أسباب الاحتجاجات

ويعكس خروج الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، الإحباط المتزايد بين الليبيين من الفصائل التي يدور بينها الاقتتال منذ سنوات في شرق البلاد وغربها.

وانهارت الانتخابات الليبية التي كانت مقررة في ديسمبر كانون الأول، ما أدى إلى اندلاع أزمة بين الفصائل السياسية المتنافسة للسيطرة على الحكومة، الأمر الذي دفع ليبيا إلى العودة إلى الصراع مع تدهور الخدمات العامة. لكن بعد الإخفاق في إجراء انتخابات كانت مقررة في ديسمبر كانون الأول، قال البرلمان الموجود في شرق البلاد، إن ولاية حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة انتهت، وعين فتحي باشاغا ليحل
محله.

غير أن الدبيبة رفض التنازل عن السلطة، ورفضت هيئة تشريعية أخرى، هي المجلس الأعلى للدولة، تحركات البرلمان. وأجرى ممثلون عن البرلمان والمجلس الأعلى الليبي محادثات في جنيف خلال الأيام الماضية لكنهم لم يحرزوا أي تقدم.

وفي بادئ الأمر، جرت الدعوة للاحتجاجات الجمعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر.

وندد رئيس البرلمان عقيلة صالح بأعمال التخريب التي جرت خلال هجوم المحتجين على مبنى البرلمان في طبرق، قائلا إن القانون يعاقب عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى