واشنطن تعزز قدرات اليابان الدفاعية لمواجهة الصين

توسيع معاهدة الدفاع المشترك لتشمل الهجمات التي تتمّ عبر الفضاء

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن واشنطن ستنشر في جزيرة أوكيناوا بجنوب اليابان وحدة جديدة متنقّلة من سلاح مشاة البحرية الأميركية “المارينز” لتعزيز القدرات الدفاعية لحليفتها اليابان في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة، وفقاً لـ”فرانس برس”.

ذلك خلال مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقده وزراء الدفاع والخارجية من البلدين في واشنطن، أعلنوا فيه عن توسيع معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بينهما لتشمل أيضاً الهجمات التي تتمّ عبر الفضاء، في خطوة تأتي في خضمّ تزايد القدرات الصينية عبر الأقمار الاصطناعية.

وقال أوستن إنّه “بحلول العام 2025 سنستبدل كتيبة مدفعية بهذه القوة التي ستكون أكثر فتكاً وأكثر قدرة على الحركة” في “بيئة أمنية متزايدة الصعوبة”.

مباحثات بين بايدن وفوميو كيشيدا

ومن المقرر أن يجري الرئيس جو بايدن محادثات مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض في 13 يناير لمناقشة قضايا كوريا الشمالية وأوكرانيا والتوترات الصينية مع تايوان وحرية الملاحة في المحيطين الهندي والهادي، وفقاً لبيان عن البيت الأبيض، الثلاثاء.

وأضاف البيت الأبيض أن الرئيسين سيناقشان “مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل غير المشروعة وبرامج الصواريخ الباليستية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية)، والحرب الروسية الوحشية على أوكرانيا، والحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.

ويأتي الإعلان عن توسيع التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة، بعد ساعات من توقيع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وكيشيدا، الأربعاء، “اتفاقاً دفاعياً يسمح للجيشين البريطاني والياباني بالانتشار على أراضي أحدهما الآخر، ويضع إطاراً قانونياً لتعاونهما، وسط الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

اليابان تضاعف إنفاقها الدفاعي

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تثني على قرار اليابان مضاعفة إنفاقها الدفاعي بحلول 2027، وأشار إلى أن الولايات المتحدة واليابان ستوقعان اتفاقية تعاون في مجال الفضاء.

واعتبر وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، في المؤتمر الصحافي، أن الصين تشكل “تحدياً استراتيجياً غير مسبوقاً”.

وقال إن اليابان ترحب بـ”عزم الولايات المتحدة على تعزيز تموضعها الدفاعي في منطقة الإندو باسيفيك”، مشيراً إلى أن المناقشات مع الجانب الأميركي شهدت تأكيداً للدعم القوي من الولايات المتحدة لليابان بشأن سياستها الأمنية الجديدة.

بدوره، قال أوستن إن الولايات المتحدة تؤيد وبشدة قرار اليابان بالحصول على قدرات لتوجيه ضربة مضادة. وأشار إلى أن واشنطن وطوكيو ستوقعان اتفاقية تعاون في مجال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن استراتيجية اليابان للأمن القومي والدفاعي تعكس حجم التحول في الإقليم، وإن مضاعفة إنفاقها العسكري يعني التزاماً بـ”الاستثمار في تولي أدوار جديدة ودعم للتعاون مع الولايات المتحدة”.

لا حدود لتعاوننا

وقال بلينكن إن المناقشات شملت “تعميق تعاوننا بطرق شتى من ضمنها الاستطلاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية وزيادة التدريبات العسكرية الثنائية”، مضيفاً: “ندفع نحو تعاون أعمق”.

وذكر أن المناقشات تضمنت أول حوار رسمي بشأن “مسألة الردع من أجل دعم الإمكانيات الدفاعية وإمكانيات الردع اليابانية”.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أصبح أول رئيس وزراء ياباني يحضر قمة الناتو، و”هذا يعكس تعاوننا وعملنا المشترك”، وبين أن البلدين يعملان من أجل “حشد الدعم من أجل الدفاع عن القضايا الأساسية والقيم المشتركة”.

وتابع: “لا حدود لتعاوننا.. سنوقع اتفاقاً جديداً حول الفضاء، اتفاق مضى عليه عقد، نحن وشعوبنا أقوى وأكثر أمناً سوياً.. لقد اتخذنا خطوة أخرى نحو تعزيز الأواصر القوية”.

موقف موحد

بدوره، قال وزير الخارجية الياباني هاياشي إن موقف البلدين من تايوان والحرب في أوكرانيا ثابت، واعتبر أن “العدوان الروسي على أوكرانيا هز النظام الدولي، وأجبرنا على اتخاذ خطوات تاريخية”.

وبين أن محادثاته في واشنطن شملت “مناقشات معمقة من أجل البيئة الاستراتيجية بشكل مفصل”.

وشدد على أن الصين تمثل تحدياً استراتيجياً غير مسبوق، معتبراً أنها “تهدف لتغيير النظام الدولي من أجل خدمة مصالحها”.

وتابع: “أكدنا أن اليابان والولايات المتحدة تسستمران في موقفهما الموحد في بحر الصين الجنوبي، وأكدنا معارضتنا القوية ضد الأعمال الاستفزازاية والأعمال غير القانونية، وموقف بلدينا حول تايوان لم يتغير”.

وقال إن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة “عنصر أساسي لرفاهية المجتمع الدولي”، مشيراً إلى أنه “لن يكون هناك أي تغيير في التعامل مع الصين من الناحية الأمنية”، وتابع: “ونستمر كذلك في دعمنا القوي لأوكرانيا”.

وقال إن الصين وروسيا تشكلان بواعث قلق، واتهم كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية تهدد أمن الإقليم، ودعا بيونج يانج لاحترام قرارات مجلس الأمن.

وذكر أن طوكيو وافقت على “تعميق التعاون الثنائي، وأكدنا سعينا لزيادة قدرات الردع للولايات المتحدة واليابان ومواجهة البيئة الأمنية”.

وشدد على استمرار المشاورات حول زيادة التحالفات بين الولايات المتحدة واليابان، بما فيه الردع النووي، وتعميق التعاون في مجال الفضاء والأمن السيبراني.

تحديث التحالف

من جهته، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عن دعمه للقرارات التي اتخذتها اليابان للحفاظ على أمنها القومي، مشيراً إلى التوافق بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء كيشيدا والقائم على احترام النظام العالمي وتعزيز الشراكة بين البلدين.

وقال إن التحالف بين واشنطن وطوكيو في صميم هذه الاستراتيجية من أجل تحديث التحالف بين اليابان والولايات المتحدة.

واعتبر أن من شأن إقرار اليابان زيادة إنفاقها الدفاعي، “أن يعزز ويسرع من جهود تحالفنا، ففيما  تعزز اليابان من دفاعها فإن ذلك يساهم في السلام والاستقرار الإقليميين”.

وقال إن هذا “قرار تاريخي بتعزيز هذا التحالف عبر تعزيز القدرات العسكرية اليابانية للدفاع عن اليابان وشعبها في عالم وبيئة أمنية تزداد فيها التحديات”.

وذكر أن المناقشات من الجانب الياباني تناولت عدداً من المسائل التي تظهر “التزامنا بالأمن والسلام في بحر الصين الجنوبي، وفي مضيق تايوان وتعزيز التعاون متعدد الأطراف مع كوريا الجنوبية وأستراليا وغيرهما من الشركاء في متخلف المجالات بما في ذلك الفضاء والعمل السيبراني”.

التحدي الصيني

وشدد أوستن على أن الصين “تشكل تحدياً دفاعياً للولايات المتحدة واليابان”، مشيراً إلى أن لها “أنشطة تزعزع استقرار المنطقة، ونحن ملتزمون بالدفاع عن اليابان في جميع الأوجه بما في ذلك الردع النووي”.

وتابع: “غداً سنوقع أنا ووزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا العديد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجيا  العسكرية المتطورة والربط بين قاعدتينا الصناعيتين، وللتعامل مع التحديات المشتركة.

وأضاف: “أؤكد أن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة حجر الزاوية في سياستنا الخارجية. تحالفنا أكثر قوة من أي وقت مضى. نحن نعمل بالروح الجماعية اعتماداً على القيم التي تجمع بين بلدينا. وسوف نستمر في هذا”.

الدفاع السيبراني

بدوره، أشار وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إلى “صعوبة التحديات التي أمامنا”، معتبراً أنه لكي نحقق الالتزام بالنظام العالمي “هناك جهود كبيرة يجب أن تبذل لنصل بالتعاون إلى مستوى غير مسبوق في إطار علاقتنا الثنائية”.

وشدد على أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لمحاولة التصدي للتصعيد وتدهور الوضع الأمني في منطقة الإندو باسيفيك وفي العالم، مشيراً إلى أن اليابان لديها استراتيجية جديدة لتعزيز القدرات الدفاعية لليابان وكذلك القدرات العسكرية.

وقال: “نجد التشجيع في تأكيدات وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، وخلال مشاوراتنا اليوم أكدنا مجدداً على إرادتنا في الاستمرار في دعم جهودنا في مجالات عديدة من خلال التعاون الثنائي في الدفاع السيبراني والتكنولوجيا وتعميق التعاون مع شركائنا بما في ذلك كوريا الجنوبية وأوروبا”.

وفيما يتعلق بتعزيز القدرة على الردع، قال هامادا: “نثمن التزام الجانب الأميركي من خلال وزير الدفاع أوستن على دعم جهدونا في هذا المجال ولتعزيز موقع القوات الأميركية في المنطقة نريد أن نكون قادرين على العمل لكي تكون للقوت الأميركية في جزيرة أوكيناوا القدرة على الحركة ودعم جهود اليابان”.

واعتبر أن التحالف بين البلدين “يظهر التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن اليابان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى