وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: حملة الإخوان المنظمة ضد مصر واستقرارها فشلت فشلا ذريعا.

مصر تواصل معركتها ضد الإرهاب

قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن حملة الإخوان المنظمة ضد مصر واستقرارها فشلت فشلا ذريعا.

وأضاف قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن منصات الإعلام الموجه والمدعوم يقابلها دعم شعبي حقيقي للدولة المصرية ومؤسساتها.

وتابع “مصر تتعافى وتواجه التحديات بإصرار يوميا، والواقع غير الذي يروج له هذا الإعلام الحزبي الممول خارجيا”.

 ومنذ سقوط حكم الإخوان تواصل الدولة المصرية تقدمها بخطى ثابتة في معركتها ضد الإرهاب ودعاة الفوضى، وأحرزت تقدما ملحوظا في هذا الشأن بتعاون واصطفاف عربي، تجسد مؤخرا في تسليم مصر عناصر إرهابية هاربة في الخارج وفرض قيود على استقبال أشخاص ذوي انتماءات متطرفة.

وظهرت نتائج التعاون المصري العربي جلية في وقائع تسليم عناصر خطيرة لمصر من عدة دول، أبرزها ليبيا، حيث سلم الجيش الوطني الليبي الإرهابي الأشد خطورة هشام عشماوي برفقة مساعده بهاء علي إلى مصر نهاية مايو/أيار الماضي.

ونجحت مصر في مواجهة الإرهاب على مدار أكثر من 5 سنوات، خاصة عندما نشطت جماعات الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، في محاولة من تنظيم الإخوان وأذنابه الإرهابية للعودة إلى سدة الحكم بعد ثورة المصريين عليهم.

وسجلت منظومة الأمن المصري من جيش وشرطة نجاحات أمنية يومية ضد الإرهاب، على جميع المحاور الاستراتيجية، وبالتوازي نفذت الدولة كماً ضخماً من خُطط التنمية في شمال سيناء، وهي الشق الثاني الأساسي في عملية تطهير سيناء من الإرهاب.

وفي إجراء عكس تنسيقا أمنيا واستخباراتيا رفيع المستوى بين البلدين، سلمت الكويت مصر خلية إخوانية مكونة من 8 عناصر إرهابية مطلوبين لدى القاهرة لصدور أحكام قضائية ضدهم في 13 يوليو/تموز الماضي، في إجراء تبعه توقيف عشرات المطلوبين من عناصر الجماعة للتحقيق معهم وترحيلهم إلى القاهرة.

وبعد سنوات كان فيها السودان ملاذا آمنا لقيادات الإرهاب الفارين من مصر عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، بدعم نظام الرئيس المعزول عمر البشير، تغير الموقف تماما في أعقاب الحراك السوداني، وأعلنت الحكومة الجديدة عن إجراءات عديدة تستهدف تقويض النفوذ الإخواني ودحره، وملاحقة عناصر الجماعة الإرهابية الهاربين من مصر وترحيلهم لبلادهم.

ووفقا لمصادر تحدثت لـ”عرب اوبزارفر” فإن السودان يعتزم تسليم مصر عشرات الإرهابيين أبرزهم مدين حسنين إبراهيم القيادي بما يسمى جماعة أنصار الشريعة، وعناصر أخرى تنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.

كما نجحت الدولة المصرية في المواجهة عندما حاولت التيارات الإرهابية الولوج للسلطة عن طريق العنف والإرهاب تارة وعن طريق التآمر على مفهوم الدولة الوطنية تارة أخرى، وعندما أرغموا على ترك السلطة بثورة شعبية واجهوا المحتجين بالعنف.

وأكدت المصادر أن الفترة المقبلة ستشهد إعلان عدة دول عربية توقيف مصريين مرتبطين بجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك في نتاج طبيعي، لطلبات مصرية متلاحقة لتسليم تلك العناصر، موضحة أن وفودا مصرية تزور تلك الدول بشكل مستمر لمتابعة الأمر.

الإمارات كانت في مقدمة الدول التي دعمت مصر بحربها على الإرهاب والتطرف، واتفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على محاربة تقديم التمويل والغطاء السياسي والإعلامي للإرهاب أثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة في يونيو/حزيران 2017.

ويقول أحمد عطا الباحث في منتدى الشرق الأوسط بلندن إن التنسيق المصري العربي في مجال مكافحة الإرهاب وصل لمستويات غير مسبوقة في التعاون بين الدول العربية في هذا الملف، وذلك بعد أن صارت صناعة الإرهاب عالمية تنفذ أجندات لاستهداف الحضارات وتدمير الدول تحت أسماء ودعاوى كاذبة تتعلق بملف الحريات والبعد الاجتماعي.

وأوضح عطا في تصريح لـ”عرب اوبزارفر” أن خيار التعاون للتصدي للإرهاب لم يعد رفاهية ولكنه أمر حتمي، خاصة بعد توغل الإرهاب بالدول وتخريبها في أعقاب الثورات، مشيرًا إلى أن التعاون الحالي يتسم بقدر كبير من الاحترافية والتنسيق بين عدة أجهزة.

وأكد عطا أن مصر قدمت معلومات وافية للكويت بهذا الملف وعلى إثرها تم توقيف خلية الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت للسلطات الكويتية أوراق التحقيق بالكامل وخاصة فيما يتعلق بالتمويلات وغسل الأموال لصالح الجماعة.

وأطلقت مصر عدة حملات وعمليات أمنية وعسكرية لضرب التنظيمات المتطرفة، سواء في المحافظة الحدودية شمال سيناء أو باقي محافظات الدلتا، فتمكنت مع نهاية عام 2018 من إضعاف القوى التي تتخذ من الدين ستاراً لها.

ونجحت العملية الشاملة التي أطلقها الجيش المصري في فبراير/شباط 2018 في إضعاف قوى الإرهاب والتطرف في كل محافظات الحدود مثل محافظة شمال سيناء، كما ظهرت آثار العملية على محافظات الدلتا، وتوقفت العمليات الإرهابية داخل محافظات الدلتا.

وتراجع مؤشر الإرهاب في مصر بنسبة 80% مقارنة بوتيرة الإرهاب والتفجيرات التي حدثت في عام 2017 وبدايات عام 2018 وما قبلهما، ولعل ذلك يعود بالأساس إلى قدرة أجهزة الأمن على تفكيك عشرات الخلايا المتطرفة، وقدرة أجهزة المعلومات في مصر على رصد تحركات هذه التنظيمات.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، في العاشر من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، ضبط خلية إخوانية تعمل على تهريب الإرهابيين المطلوبين لأجهزة الأمن إلى بعض الدول الأوروبية عبر تركيا بمساعدة قيادات التنظيم الهاربة في أنقرة.

وأوضحت الوزارة أنه تم تحديد العناصر الإخوانية الهاربة بتركيا والمتورطة في مساعدة الخلية الإرهابية وإعداد الخطط لها وهم: ياسر محمد حلمي زناتي ومحمود حسين أحمد حسين وأيمن أحمد عبدالغني حسنين ومدحت أحمد محمود الحداد.

وحول التعاون المباشر مع دول الجوار المصري قال عطا إن بلاده نسقت مع ليبيا وقدمت إليها معلومات كثيرة تتعلق بملف الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر تعتبر ليبيا امتدادا لعمق الأمن القومي المصري من الناحية الغربية، ولهذا أصبح أمن ليبيا جزءا من الأمن القومي المصري.

وأكد عطا في حديثه لـ”عرب اوبزارفر” أن قائد تنظيم المرابطين هشام عشماوي الذي تسلمته مصر من ليبيا، صار كنز معلومات وهو واحد من أهم المطلوبين وتسبب في استهداف دول وتدميرها لأنه لو كان استمر هشام عشماوي لدمرت شمال أفريقيا بالكامل بشكل مرحلي.

ورجح عطا أن تتخذ دول عربية أخرى إجراءات حاسمة ضد الإرهاب بالتنسيق مع مصر خلال الفترة المقبلة، وستكون لبنان في مقدمة هذه الدول.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى