الشرطة البلجيكية تقبض على شبكة لتهريب الداعشيات من سوريا

المشتبه بهما البلجيكيين كانا جزءًا من مجموعة أكبر استهدفتها الشرطة

بعد يوم من إعلان تنظيم داعش تحرير نساء محتجزات شمال سوريا، أسفرت عملية أمنية نسقت بين فرنسا وبلجيكا عن توقيف شخصين مرتبطين بمحاولة تهريب داعشيات من سجون الأكراد، في تطور يعكس صحة مخاوف دولية من عودة التنظيم إثر العدوان التركي للمنطقة.

كما يأتي ذلك بعد سلسلة حوادث أعقبت انصراف قوات سوريا الديموقراطية لصد الهجوم التركي ضد مناطق سيطرتها، وتخللها فرار نحو 800 شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار متطرفين من أحد السجون، بينهم بلجيكيان، فيما نشبت أعمال شغب في مراكز احتجاز أخرى.

واعتقلت الشرطة البلجيكية شخصين، خلال عمليات مداهمة وتفتيش، على خلفية تحقيقات جارية في كل من بلجيكا وفرنسا حول إرسال أموال إلى شمال شرقي سوريا لتسهيل تهريب نساء من عائلات “الدواعش” من معسكرات الأكراد إلى بروكسل، قبل بدء العمل العسكري التركي.

وذكرت مصادر اعلامية أن الشرطة الفيدرالية اعتقلت شخصين بلجيكيين ضمن عملية أمنية لمكافحة الإرهاب، بتهمة محاولة تمويل وتهريب عضوات من تنظيم (داعش) من سوريا. ووفقاً لتقارير شبكة “أر تي بي إف” الفرنكفونية، فإن المشتبه بهما البلجيكيين كانا جزءًا من مجموعة أكبر استهدفتها الشرطة في بلجيكا وفرنسا، والذين يشتبه في قيامهم بجمع أموال متجهة لسوريا.

وأكد المدعون العامون الفيدراليون في بلجيكا، أن الاعتقالات أعقبت عمليات تفتيش منازل المشتبه بهما في لييج وبروكسل، الثلاثاء، وحيث عثرت الشرطة على مبلغ مالي يتراوح ما بين 8 و10 آلاف يورو.

وفي نفس الإطار، أعلنت وكالة أمنية بلجيكية عن هروب عنصرين من “داعش” و3 نساء من سجن للدواعش الأسرى بشمال سوريا. ورجح رئيس الجهاز التنسيقي لتحليل المخاطر البلجيكي، باول فإن تيغيلت، أمام لجنة برلمانية، أن يكون الفارون من سجن للقوات الكردية، حيث كانوا محتجزين منذ عام 2017 مواطنين بلجيكيين أو على علاقة ببلجيكا. واستبعد المسؤول أن يكون بإمكان “الإرهابيين الوصول إلى القارة الأوروبية من دون أي رقابة”، مضيفا أنه رغم ذلك لا يمكن استبعاد هذا الأمر.

من جهته، قال المدعي العام الفيدرالي في بلجيكا فريدريك فان ليوف، إن “عودة (عناصر داعش) من دون أي رقابة تعتبر أكبر كابوس بالنسبة للأجهزة الأمنية”. ويشار إلى أن هناك 55 شخصا لهم الجنسية البلجيكية أو علاقة ببلجيكا، كانوا في السجون تحت سيطرة الوحدات الكردية بشمال سوريا”.

وكان مسؤولون في الإدارة الكردية أعلنوا عن هروب نحو 800 سجين أجنبي، بينهم نساء وأطفال، من سجن عين عيسى منذ انطلاق العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، أعرب في وقت سابق، عن المخاوف بسبب تداعيات العدوان التركي على النتائج التي حققها للتحالف الدولي ضد “داعش”.

وفي نفس الوقت قالت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم السياسة الخارجية الأوروبية، في تصريح لـ”الشرق الأوسط” بأن المخاوف الأمنية واحدة وهي هروب الدواعش وعودة التهديدات الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى