بوتين يحذر من احتمال توقف خط أنابيب “نورد ستريم1” وأوروبا تعدّ خطة طوارئ

وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، اتهامات إلى موسكو باستخدام الغاز” سلاحا” ضد الاتحاد الأوروبي بخفضها الإمدادات بشكل جذري، داعية الدول السبع والعشرين الأعضاء إلى الاستعداد لتوقف كامل، في حين حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من احتمال توقف خط أنابيب “نورد ستريم1”.

وزعمت دير لايين، عند تقديمها خطة المفوضية لخفض استهلاك الغاز في دول الاتحاد “روسيا تمارس ابتزازا وتستخدم الغاز سلاحا. وفي حال حصول انقطاع كبير لا بل كامل في امدادات الغاز (الروسية) يحب أن تكون أوروبا مستعدة”.

وطلبت المفوضية الأوروبية الأربعاء من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خفض الطلب على الغاز طوعا بنسبة 15 بالمئة في الأشهر الثمانية المقبلة من أجل تجاوز تقليص الإمدادات الروسية وتريد إقرار تخفيضات إلزامية في حال الضرورة.

ومن جانبه، قال الرئيس الروسي، الأربعاء، في تصريحات للصحافيين، أن قدرة أكبر رابط منفرد لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا “نورد ستريم 1″، والذي يخضع حالياً لعمليات صيانة” قد تقل بسبب مشكلات في وحدات الضخ، وقد تحتاج إحداها إلى الإرسال للصيانة في 26 يوليو”.

لكن بوتين حذر في الوقت نفسه، من احتمال توقف الخط مجدداً بسبب “خطر يتمثل في إمكانية وقف تشغيل المعدات بعد عودتها من كندا وبالتالي توقف نورد ستريم 1”.

وكان بوتين يشير هنا إلى توربين خاص بتشغيل الخط أرسلته شركة “إنرجي” إلى كندا لإصلاحه.

خطة الاتحاد الأوروبي

وتنص خطة الاتحاد الأوروبي التي عرضتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وعنوانها “رشدوا الغاز لشتاء آمن” وستناقشها الدول الأعضاء، على ضرورة أن تبذل كل دولة “كل الجهود الممكنة” لخفض استهلاكها الوطني للغاز بما لا يقل عن 15% بمعدل وسطي بين أغسطس 2022 ومارس 2023، مقارنة بالمعدل المسجل في السنوات الخمس الأخيرة خلال الفترة نفسها.

وتقترح بروكسل كذلك آلية تحدد “أهدافاً ملزمة لخفض الطلب” في الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي في حال وجود “خطر كبير لأزمة حادة”.

وأثر وقف شحنات الغاز الروسي، على 12 دولة أوروبية، وأدى إلى رفع ألمانيا لمستويات التحذير بشأن طوارئ الغاز إلى المستوى الثاني الشهر الماضي.

وخفضت موسكو تدفقات الغاز في يونيو إلى الاتحاد الأوروبي، بنسبة 70%، حيث كانت أقل من 30% من متوسطات الضخ بين 2016 و2021 وفقاً لوكالة “بلومبرغ”.

مخاوف بشأن “نوردستريم 1”

وتخشى ألمانيا إغلاق خط أنابيب الغاز “نوردستريم 1” الذي يخضع لصيانة دورية تنتهي الخميس، ويمر عبره مقدار الثلث من 153 مليار متر مكعب من الغاز يشتريها الاتحاد الأوروبي سنوياً.

ومن المقرر استئناف صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر الخط، الخميس، بعد 10 أيام من أعمال الصيانة السنوية التي بدأت في 11 يوليو.

وقلصت “غازبروم” صادرات الغاز عبر هذا الخط بنسبة 40%، الشهر الماضي، وأرجعت الأمر إلى تأخر عودة توربين كانت شركة “سيمنز إينرجي” تجري له عمليات صيانة في كندا التي حظرت عودته في بادئ الأمر بسبب العقوبات.

وقالت مصادر لـ”رويترز” إنه من المتوقع أن يستأنف “نورد ستريم1″، عمله كما هو مقرر، ولكن بقدرة أقل.

كندا تريد دخول السوق الأوروبية

وفي حديثه إلى الصحافيين، الأربعاء، بعد زيارة إلى طهران، قال بوتين إن قدرة “نورد ستريم 1” قد تقل بسبب مشكلات في وحدات الضخ الأخرى، وقد تحتاج إحداها إلى إرسالها للصيانة في 26 يوليو.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك خطراً يتمثل في “إمكانية وقف تشغيل المعدات بعد عودتها من كندا وبالتالي توقف نورد ستريم 1″، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وأضاف في تعقيب على تأخر الجانب الكندي تسليم التوربين الخاص بالخط، أن كندا نفسها تريد دخول السوق الأوروبية بنفطها وغازها.

وتابع: “لم ترغب كندا في تسليم التوربين الخاص بخط نورد ستريم لنقل الغاز، ليس بسبب العملية العسكرية الخاصة، ولكن لأنها تنتج النفط والغاز بنفسها وتخطط لدخول السوق الأوروبية”.

ومضى قائلاً: “هناك انطباعات تتبلور حول عدم مقدرة الغرب ببساطة أن يقدم للعالم نموذجه الخاص للمستقبل”.

وفي السياق، ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، الاثنين، نقلاً عن مصادر مطلعة أن كندا أرسلت التوربين الخاص بخط نورد ستريم إلى ألمانيا على متن طائرة يوم 17 يوليو بعد الانتهاء من إصلاحه.

وقالت الصحيفة إن الأمر سيستغرق من خمسة إلى سبعة أيام أخرى حتى يصل التوربين إلى روسيا ما لم تكن هناك مشكلات تتعلق بالخدمات اللوجيستية والجمارك.

القوة القاهرة

وأبلغت شركة “غازبروم” الروسية، زبائنها في أوروبا، بأنه لا يمكنها ضمان إمدادات الغاز بسبب ظروف “استثنائية” بحسب وثيقة اطلعت عليها “رويترز”، ما يزيد المخاطر وسط إجراءات اقتصادية “انتقامية” بين موسكو والغرب بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقالت الرسالة المؤرخة في 14 يوليو، إن المحتكر الحكومي للغاز في روسيا يعلن عن حالة “القوة القاهرة” بشأن الإمدادات بدءاً من 14 يونيو.

وشركة “يونيبر” الألمانية للمرافق، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، من بين الزبائن الذين قالوا إنهم تلقوا رسالة، ورفضت رسمياً ذلك المطلب قائلة إنه غير مبرر.

وقالت “آر دبليو إي”، أكبر منتج للكهرباء في ألمانيا ومستورد آخر للغاز الروسي، أيضاً إنها تلقت إخطاراً بـ”القوة القاهرة”.

أسوأ السيناريوهات

وكانت وكالة “بلومبرغ” قد نشرت، الثلاثاء، مسودة للوثيقة التي عرضتها المفوضية الأوروبية، الأربعاء.

وتوقعت الوثيقة أن يؤدي وقف إمدادات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي بشكل كامل، إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي للكتلة بنسبة تصل إلى 1.5% في “أسوأ السيناريوهات”.

“أسوأ السيناريوهات”، وفق بيانات صادرة عن الاتحاد، يتمثل في ما إذا جاء الشتاء المقبل قارساً، وإذا فشل الاتحاد في اتخاذ تدابير احترازية لترشيد استهلاك الطاقة.

وقدرت الوثيقة أن اتخاذ قرارات مبكرة لتقليل الطلب على الطاقة في فصل شتاء معتدل، يمكنه أن يحد من التأثير السلبي لانقطاع الإمدادات على الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.4%.

التحدي الأكبر الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي الشتاء المقبل، هو ضمان احتياطيات غاز كافية خلال فترة ذروة الطلب على التدفئة والطاقة والتي تزداد مع برودة الجو.

وتقف مستويات تخزين الغاز الأوروبية حالياً فوق نسبة 63% من سعتها، أو ما يوازي ما يكفي لـ46 يوماً من استهلاك الشتاء، طبقاً لمسودة الوثيقة التي اطلعت عليها “بلومبرغ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى