وزير الحرب الإسرائيلي يعلن عن اغتيال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام

أعلن وزير الحرب في حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي، يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، عن اغتيال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة.
جاء ذلك في مستهل اجتماع الحكومة، وفقاً لموقع “والا” الإخباري الإسرائيلي، دون تعقيب من حماس ولا كتائب القسام حتى الآن.
وقال الوزير كاتس: “تم القضاء على أبو عبيدة، المتحدث باسم حماس الإرهابي، في غزة، وأُرسل للقاء جميع أعضاء محور الشر المُحبطين من إيران وغزة ولبنان واليمن في قاع الجحيم”.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: “تهانينا لجيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) على الإعدام المُتقن”.
وأردف: “قريبا، ومع اشتداد الحملة على غزة، سيلتقي بمزيد من شركائه في الجريمة هناك – قتلة ومغتصبي حماس”.
حماس لم تصدر بيان بشأن أبو عبيدة
ولم تصدر “حماس” أو جناحها العسكري أي بيان بشأن “أبو عبيدة”، لكن مصادر في الحركة أكدت، أن عدداً من المفقودين لا يزالون تحت أنقاض المنزل المكون من عدة طوابق.
وكان ذات المنزل تعرض للقصف قبل نحو شهرين ودُمر جزئياً، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية حينها، إن المستهدف كان “أبو عبيدة”.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قالت مصادر أمنية إسرائيلية “تتزايد التقديرات بنجاح اغتيال أبي عبيدة ومن المتوقع صدور إعلان رسمي بهذا الشأن قريبا”.
وأضافت المصادر حسب موقع “واللا” العبري: “هذه هي المرة الثالثة منذ بداية الحرب التي تحاول فيها إسرائيل اغتياله – ففي المرات السابقة فشلت المحاولات، ويبدو أن هذه المرة العملية نجحت”.
وتابع المصدر الإسرائيلي: “عندما بدأت الحرب، اختفى المتحدث باسم الجناح العسكري لـ”حماس” وحافظ على مستوى عزلة أعلى من يحيى السنوار، لكن أبو عبيدة خرج الآن من مخبئه وانكشف أمره”.
وعلى مدار أشهر الحرب في غزة، ظهر أبو عبيدة بين الفينة والأخرى بالصوت والصورة، وأحياناً من خلال تسجيلات صوتية أو بيانات مكتوبة، متحدثاً عن عمليات ينفذها مقاتلو حماس ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتوعد أبو عبيدة أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع بمزيد من الخسائر جراء مواصلة الحرب. ويعرف عنه أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ويتميز باللثام الذي يغطي معظم ملامح وجهه.
من هو “أبو عبيدة”؟
ربما يعد “أبو عبيدة” أبرز عناصر حركة “حماس” المتبقين في قطاع غزة، وأكثرهم شهرة في الوقت الراهن.
ورغم أنه لا يكشف وجهه؛ لكن صوته بات مألوفاً بعد الحرب الإسرائيلية على قطع غزة، حيث كان يلقي البيانات على شاشات التلفزيون.
وخلال حرب الإبادة، اشتهر برسائله وكلماته المصورة التي يبثها عبر تطبيق تليجرام خلال الحرب، والتي كانت سرعان ما تنتشر في أنحاء قطاع غزة ومناطق السلطة الفلسطينية والعالم العربي بأسره.
كان يظهر في وسائل الإعلام مرتدياً زياً عسكرياً وكوفية حمراء لإخفاء هويته، ولطالما اعتُبر “الوجه الخفي” لحركة “حماس”، وأصبح رمزاً لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006، عندما برز إلى الواجهة بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
“الرجل الملثم”
وأصبح المتحدث “الملثم” رمزاً شهيراً في العالم العربي، ولقبه كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي بـ”الرجل الملثم”، وهي عبارة باتت تستخدم عادة لوصفه، كما لفت انتباه الاستخبارات الإسرائيلية.
وطوال فترة الحرب، استخدمت “حماس”، “أبو عبيدة” لتقديم تحديثات متلفزة، لتلخيص الأحداث اليومية في قطاع غزة مع تجنب الكشف عن هويته بعناية، للاحتفاظ بقدرتها على بث “الرعب النفسي”، ولم يُكشف عن هويته علناً من جانب الحركة الفلسطينية.
وفي بداية الحرب، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم أحد أعضاء حماس وصورة، زعم أنها لـ”أبو عبيدة”، واتهمه بـ”الاختباء وراء المدنيين والعمل من الأنفاق”، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن اسمه حذيفة سمير عبد الله الكحلوت.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه ظهر لأول مرة في عام 2002 بصفته ناشطاً ميدانياً بارزاً، ثم أصبح لاحقاً المتحدث الرسمي باسم الجناح العسكري للحركة بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.