إسرائيل ترتكب جريمة جديدة في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة

الفصائل الفلسطينية تتوعد بالرد وجامعة الدول العربية تدين الجريمة

استشهد أربعة فلسطينيين، صباح الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، فيما عمّ الإضراب الشامل عدة مدن في الضفة الغربية احتجاجاً على الجريمة الإسرائيلية.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن “عبد فتحي حازم ومحمد محمود الوّنة وأحمد نظمي علاونة، هم شهداء العدوان الإسرائيلي” في جنين. وأعلنت في حصيلة لاحقة متحدثة عن استشهاد شخص رابع هو “محمد أبو ناعسة”. وبحسب الوزارة تم تسجيل 44 إصابة بينها إصابات “خطيرة وبالغة الخطورة”.

وأوضح شهود عيان  أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حاصرت منزلًا لعائلة خازم في شارع مهيوب على أطراف المخيم، وسط اشتباكات مسلحة ودوي انفجارات.

أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فقالت إن قوة خاصة من المستعربين هاجمت منزلًا يتحصن فيه عبد خازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية “تل أبيب”.

وقالت الصحيفة،  إن القوة تمكنت اغتيال عبد، بعد إطلاق صواريخ مضادة للدروع تجاه المنزل الذي كان يتحصن فيه مع مقاوم آخر.

في حين ذكرت مراسلة قناة “كان11” أن قوة خاصة من وحدة المستعربين “يماس” طوَّقت المنزل الذي يتحصن فيه عبد خازم ومقاوم آخر، واغتالتهما.

وأوضحت القناة أن المقاومين حاولوا تفجير عبوة ناسفة بالقوة الخاصة الإسرائيلية.

ودفع جيش الاحتلال بالعشرات من الآليات العسكرية وجرافة إلى أطراف مخيم جنين، مع استمرار الاشتباكات العنيفة.

الفصائل تنعى الشهداء

وأصدرت الفصائل الفلسطينية، عدة بيانات منفصلة نعت فيها شهداء مدينة جنين شمال الضفة المحتلة الذين ارتقوا في اشتباكات مسلحة وقعت صباح اليوم.

وحيا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، اليوم الأربعاء، صمود المقاومة الوطنية في كافة مدننا وقرانا ومخيماتنا في عموم أرضنا الفلسطينية، ويشد على أيدي المقاتلين الذين تصدوا لعدوان الاحتلال الغاشم على جنين التي كانت ولا تزال وستبقى عصيّة على الانكسار وصامدة في وجه المشروع الاستيطاني التوسعي الإحلالي الذي يستهدف كل مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية.

ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى استثمار هذا المد الجماهيري، وهذا الزخم الكفاحي، والتقاط الفرصة بالإعلان عن انتفاضة شعبية في كل فلسطين، لا تنتهي ولا تتوقف إلا بدحر الاحتلال وتكريس سيادة شعبنا فوق أرض دولته المستقلة.

كما حثّ التيار كافة قوى ومكونات الشعب الفلسطيني إلى الوحدة السياسية والوحدة الميدانية، واستنهاض الحالة المنتفضة بإنهاء الانقسام البغيض والاتفاق على برنامجٍ كفاحيٍ يوظف كل طاقات شعبنا ومقدراته في خدمة مشروعنا التحرري.

بدوره قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن مدينة “جنين القسام” ستظل تقاتل الاحتلال حتى طرده عن كامل أرضنا، وكل إرهاب الاحتلال لن يكسر شوكة هذه المدينة العنيدة.

معاقبة الاحتلال

وأضاف قاسم: “على الدوام كان ارتقاء الشهداء وقوداً لتصاعد الفعل المقاوم وتأجيج الثورة على المحتل”، مردفًا: “عودتنا المقاومة أنها قادرة على معاقبة الاحتلال على جرائمه، وتدفيعه ثمن عدوانه”.

وأشار إلى أن المعركة ستظل مفتوحة ضد هذا المحتل في كل ساحات الفعل النضالي، حتى يكتب شعبنا نصرًا على هذا المحتل وطرده عن كامل أرضنا الفلسطينية.

من جانبه، قال أمين عام حركة الجهــــاد الإســــلامي، زيـــاد النــخــالة إن: “وحدة الشعب الفلسطيني ستبقى في سلم أولوياتنا، وجرائم العدو في جنين والضفة لن تجعلنا نقف مكتوفي الأيدي، وسنؤدي واجبنا بالرد على هذه الجرائم”.

جامعة الدول العربية

ودانت جامعة الدول العربية، بشدة، العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، في مجزرة بشعة تعد من جرائم الحرب المكتملة الأركان من خلال الإعدامات الميدانية المباشرة والاستباحة لدماء أبناء الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى.

وأكدت الجامعة العربية، أن العدوان على جنين يأتي في سياق الحرب الرسمية المستمرة للاحتلال على الشعب الفلسطيني، وهي وغيرها تعد جرائم مروعة يتوجب محاسبة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وحمل الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبوعلي في تصريح صحافي له اليوم، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاقتحام الدموي بما رافقه من جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وطالب أبو علي بضرورة اتخاذ موقف دولي فاعل لإجبار دولة الاحتلال على وقف هذا التصعيد الإجرامي، والخروج عن الصمت وتقاعس التنظيم الأممي عن تحمل ومسؤولياته في وقف العدوان ومساءلة الاحتلال أمام العدالة الدولية وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عن طريق إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حريته واستقلاله.

وقال الأمين العام المساعد، إن هذه الجرائم تتطلب ضرورة المساءلة أمام جهات العدالة الدولية المختصة، داعيا المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك الفوري والفاعل لوقف هذا العدوان.

وشدد على تضامن الأمة العربية ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة ونضاله المشروع وإجلالها لتضحياته، مطالبا بضرورة وقف هذا العدوان الهمجي وتفادي تعريض المنطقة برمتها لمزيد من المضاعفات والتداعيات البالغة الخطورة وانعكاسها على الأمن والسلم العالميين.

وأعرب أبو علي، عن تعازيه لعائلات الشهداء، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى