إسرائيل تشنّ عدواناً جوياً جديداً على عدة مناطق في سوريا

شنّت إسرائيل، مساء الجمعة، عدواناً جوياً جديداً على عدة مناطق في سوريا، أبرزها ريف دمشق ومحافظتي اللاذقية وحماة، في تصعيد عسكري جديد تشهده البلاد بعد ساعات من استهداف إسرائيل للقصر الرئاسي في العاصمة دمشق.

وأفادت مصادر محلية، بأن القصف طال كتيبة عسكرية في منطقة جبل الشعرة بريف اللاذقية، بالتزامن، مع استهداف أطراف قرية شطحة في ريف حماة، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار أو الإصابات.

وأشارت إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت كذلك ريف إدلب الجنوبي، وحرستا بريف دمشق، ومحيط بلدة موثبين في ريف درعا الشمالي.

واستهدفت غارات أيضاً الفوج 41 ومحيطه في حرستا بريف دمشق وذلك بـ3 ضربات جوية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن الغارات الإسرائيلية على محيط مدينة حرستا بريف دمشق أودى بحياة مدني، كما أسفرت عن 4 إصابات في محيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي الغربي.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إنه استهدف “موقعاً عسكرياً، ومدافع مضادة للطائرات، وبنية تحتية لصواريخ أرض جو في سوريا”، مضيفاً أنه سيواصل “العمل حسب الضرورة للدفاع عن المدنيين الإسرائيليين”، على حد زعمه.

تصاعد العدوان الإسرائيلي

وجاءت هذه الغارات بعد سماع أصوات طائرات حربية إسرائيلية في أجواء عدة محافظات سوريا، ما يعكس تصعيداً لافتاً في وتيرة العدوان الجوي الإسرائيلي داخل العمق السوري.

وفي وقت سابق الجمعة، قتلت مسيّرة إسرائيلية 4 سوريين، في قرية كناكر، جنوب غربي محافظة السويداء، جنوبي سوريا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

ونقلت وسائل إعلام سورية محلية عن شهود عيان ومصادر ميدانية قولهم إنه “أثناء تحليق المسيّرة فوق مزرعة، تم إطلاق النار باتجاهها من رشاش متوسط (…)، وخلال ثوانٍ معدودة بعد إطلاق النار، ردّت المسيرة بقصف المزرعة”.

وذكرت أنه “من خلال معاينة الموقع المستهدف، بدا واضحاً أن الحفرة الناتجة عن القصف كبيرة، والأضرار في الموقع فادحة، ولا يبدو كل ذلك ناجماً عن مسيرة محليّة الصنع”.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أنه “منذ عدّة أيام لا تفارق المسيّرات الإسرائيلية أجواء المنطقة الجنوبية في سوريا”، لافتة إلى أن أصوات المسيّرات لا تزال تُسمع في هذه الأثناء في أماكن متفرقة من المحافظة.

الاعتداءات التي تستهدف وحدة سوريا

وقالت الرئاسة السورية، في بيان، الجمعة، إنها “تدين بأشد العبارات القصف الذي تعرض له القصر الرئاسي على يد الاحتلال الإسرائيلي، والذي يشكل تصعيداً خطيراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها”.

وذكرت في البيان أن “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد، وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وطالبت “المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات العدوانية، التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية”.

وجاء في البيان أن الرئاسة السورية “تؤكد أن هذه الاعتداءات التي تستهدف وحدة سوريا، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تنجح في إضعاف إرادة الشعب السوري أو في إعاقة جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في كافة المناطق”.

ولفتت الرئاسة إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل التحقيقات اللازمة لمعاقبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، وستواصل العمل بكل حزم لمنع أي تهديدات قد تستهدف أمن الوطن والمواطنين.

وقال البيان إن “الرئاسة السورية تجدد دعوتها إلى جميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار والتعاون في إطار وحدة الوطن، والتصدي لكل محاولات التشويش التي تهدف إلى إطالة أمد الأزمة سوريا ماضية في مسار البناء والنهضة ولن تتوقف عجلة الإصلاح مهما كانت التحديات”.

واختتمت الرئاسة بيانها بالقول إن “سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها، وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة”.

وكان رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل هاجمت هدفاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، مجدداً مزاعمه بالسعي لحماية الطائفة الدرزية.

وفي وقت سابق الخميس، وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، لوسائل الإعلام، إن الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري.

وأشار مصطفى إلى أن غالبية الدروز السوريون “يؤمنون بوحدة البلاد وهويتها، ويرفضون كل النبرات الاستجدائية التي تحاول أن تعادي الدولة، أو تحل الخلافات السياسية مع الحكومة المركزية من خلال إطلاق دعوات للتدخل الخارجي”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى