ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات محافظة السويداء السورية وإسرائيل تتدخل عسكرياً

أفادت مصادر محلية في سوريا بأن عدد الضحايا من جراء الاشتباكات والقصف المتبادل في محافظة السويداء السورية منذ صباح الأحد، إلى 89 قتيلاً وعشرات المصابين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقصفت دبابات سورية كانت متجهة للمحافظة.

وتتواصل الاشتباكات في محافظة السويداء بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من جهة أخرى، في الجهة الغربية من المحافظة، منذ الأحد.

واندلعت الاشتباكات الأعنف صباح الإثنين، بعد هجوم مسلح نفذته مجموعات من أبناء عشائر البدو بمشاركة عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، انطلاقا من ريف درعا الشرقي، مستهدفة عددا من قرى ريف السويداء الغربي.

تدخل عسكري إسرائيلي

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مهاجمة عدة دبابات في ريف السويداء جنوبي سوريا، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن دبابات سورية تجاوزت الحدود التي وضعتها  إسرائيل مؤخراً بعد توغلها في الجنوب السوري، فقامت الطائرات الإسرائيلية بقصفها.

وأوضح الجيش أن الدبابات التي استهدفها كانت في قرية سميع التابعة لمحافظة السويداء في جنوب البلاد.

وقالت مصادر ميدانية سورية إن طائرات حربية إسرائيلية استهدف رتلاً لوزارة الدفاع السورية يضم دبابات وعربات في محيط قريتي الدور وتعارة بريف السويداء الغربي، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار البشرية والمادية.

أسباب الاشتباكات

وتشهد محافظة السويداء جنوبي سوريا تطورات أمنية متسارعة منذ مساء السبت، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات محلية من الدروز ومسلحين من عشائر البدو، ما أسفر عن سقوط أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين، وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية السورية، الإثنين.

وكانت وزارة الداخلية السورية قالت إن الأمور في محافظة السويداء تذهب باتجاه “الحسم” لصالح الدولة السورية”، فيما أعلن مصدر بوزارة الدفاع عن سقوط 6 عناصر من الجيش السوري خلال عمليات فض الاشتباك بين الدروز وعشائر البدو.

واندلعت المواجهات عقب واقعة سرقة سيارة على طريق سريع يربط السويداء بالعاصمة دمشق، أعقبها احتجاز متبادل لمدنيين من محافظتي الحسكة والسويداء، قبل أن يتطور الوضع إلى اشتباكات مسلحة بين مجموعات عسكرية وعشائر بدوية في حي المقوس بالسويداء، بحسب وزارة الداخلية السورية.

وتم تبادل إطلاق النار والقذائف، ما ألحق أضراراً بالمنازل وسُمع دوي انفجارات شرق المدينة.

وتوسعت الاشتباكات إلى قرى مثل الصورة الكبيرة والطيرة، حيث أُحرقت منازل وممتلكات، وسُجلت حركة نزوح جماعي من بعض المناطق.

تدخل الجيش السوري

وأفاد مصدر في وزارة الدفاع السورية بسقوط 6 عناصر من الجيش خلال عمليات فض الاشتباك في السويداء.

وأكدت الوزارة أنها باشرت نشر وحدات عسكرية متخصصة وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، مشيرة إلى أن الفراغ المؤسساتي ساهم في تفاقم الفوضى.

وقاد شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع جهود وساطة أثمرت عن إطلاق سراح جميع المحتجزين، فيما أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً حذرت فيه من “فتنة خفية مقيتة”، مؤكدة أن “الدماء خط أحمر”.

ودعت “حركة رجال الكرامة” إلى النفير العام، متهمة الحكومة بالتقاعس عن حماية المدنيين، مع تأكيد موقفها الدفاعي.

وتعد السويداء معقلاً للطائفة الدرزية في سوريا، ويُقدّر عدد سكانها بنحو 700 ألف نسمة.

وشهدت المحافظة اشتباكات مشابهة في أبريل ومايو، أسفرت عن سقوط 119 شخصاً، قبل أن تُبرم اتفاقات تهدئة بين الحكومة وأعيان الطائفة.

ومع انتشار القوات الأمنية وتكثيف الوساطات المحلية، تتجه الأنظار إلى الساعات المقبلة التي ستحدد ما إذا كانت السويداء ستطوي صفحة التصعيد، أم ستدخل في مرحلة جديدة من المواجهة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى