موجة غضب منددة بتصريحات رئيس السلطة ضد العرب

دعوات لوقف تمويل المتاجرين ب"القضية الفلسطينية"

رداً على التحريض والاتهامات بالتخوين للعرب الذي يقوم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال الأيام الماضية، انطلقت موجة غضب عربية على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لإساءات الرئيس عباس لدول الخليج أمام اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية قبل يومين.

وأطلق المغردون على الاجتماع اسم “اجتماع تجار القضية الفلسطينية”، واصفين عباس وزمرته بالجحود والنفاق والنكران، وأنهم عالة على القضية، داعين إلى موقف خليجي وعربي موحد ضد إساءاتهم.

تأتي إساءات عباس ضمن حملة تحريضية تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد الدول العربية ، منذ إعلان الإمارات 13 أغسطس / آب الماضي عن معاهدة سلام مع إسرائيل تسمح لجميع المسلمين بأن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، في تحرك عملي يتيح الحفاظ على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وفيما قوبلت المعاهدة بترحيب عربي ودولي واسع، ورحب بها قطاع كبير من الشعب الفلسطيني، رفضتها السلطة الفلسطينية، وبدأت حملة تحريضية ضد الإمارات، في سلوك بات يؤكد حرص السلطة وقادتها وعلى رأسهم رئيسها محمود عباس على استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون أي حلول، لاستمرار تربحهم من المتاجرة بتلك القضية.

وترأس عباس، الخميس الماضي، اجتماعاً للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كافة، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وضم قادة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الذين اجتمعوا بالتزامن في بيروت.

وتداول المغردون على موقع تويتر مقتطفا من كلمة عباس تضمنت همزا ولمزا ضد دول الخليج،يقول فيه: “13 مليون وكلهم متعلمون ولا أمية لدينا مثل غيرنا… سنعيش وسنحصل على الدولة إن شاء الله”.

كما تم بث مقطع آخر من الاجتماع نفسه تضمن كلمة للأمين العامة لما يُعرف بـ”منظمة الصاعقة” الفلسطينية في لبنان، معين الحامد، تحدث فيه عن فضل الفلسطينيين على تعليم شعوب الخليج وبناء دولهم.

كما حرض خلاله الجاليات الفلسطينية المقيمة في الخليج على الضغط على الدول الذين يقيمون فيها.

وقوبلت إساءات عباس وزمرته بغضب واسع في صفوف المغردين الخليجيين والعرب.

الكاتبة السعودية حليمة مُظفّر علقت على الاجتماع قائلة : “بدلا من أن يفكر هؤلاء كيف ينقذون من تبقى من الفلسطينيين المغلوب على أمرهم تحت سيطرة سلطتين غير شرعيتين متناحرتين مليشيا حماس وحركة فتح ! قلبوا الجلسة السياسية إلى حكي وهمز ولمز وكأنهم في مقهى يلعبون طاولة ويثرثروا! “.

وأردفت :”كان الله في عون فلسطين على هؤلاء لأنهم عالة سياسية !” .

في السياق نفسه، استنكر الكاتب السعودي إبراهيم السليمان اجتماع عباس، وغرد مستنكرا :”اجتمع “الرفاق” لا لأجل تحرير فلسطين وادارة المقاومة بل لاستهداف الخليج وتهديده ..!!”.

منتقدا عباس وإساءاته، غرد د. فايـز النـشوان رئيس مركز الرؤيـة للإستشارات السياسية والإستراتيجية بالكويت قائلا :”بدل أن يتحدث بسياسة تجمع ولا تفرق تناول الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمعرض حديثه لمزاً لا يستقيم مع الدول التي لها أفضال لا تنتهي لقضية شعبه”.

وأردف: “فات الرئيس عباس أن يذكر بأن الجحود والنفاق كانت أهم المقررات الدراسية التي أتوا بها من يُفاخر بهم لمن يقصدهم”.

وحذر مغردون من التحريض الذي تضمنه الاجتماع للجاليات الفلسطينية المقيمة في دول الخليج.

وفي هذا الصدد، قال المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك اعتبر أن “أخطر ماجاء في لقاء محمود عباس ليس تطاوله على الخليج وليس جهله المركب لكن الخطير والخطير جدًا ما قاله معين حامد عن الفلسطينيين الموجودين في الخليج ومطالبته إياهم تشكيل حلقات ضغط!!”.

من جهته، قال المغرد الإماراتي عبدالله خليفة الغفلي :”القيادة الفلسطينية لا تتذكر جالياتها في دول الخليج إلا في مواقف الابتزاز والتحريض”.

وتابع :” أبناء الخليج على ثقة تامة بأن من عاش بينهم وشرب من نهر المحبة والخير، لا يمكن أن ينظر لكأس البغض والخبث الذي تحاول القيادة الفلسطينية أن تسقيهم منه سماً، لمنفعة محمود عباس وعصابته الفاسدة الجاحدة”

العديد من الكتاب والمحللين طالبوا بوقف تمويل المتاجرين بالقضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، طالب الكاتب الكويتي محمد أحمد الملا بموقف موحد ضد إساءات عباس ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية.

وقال في هذا الصدد “يجب أن لا تمر كلمه الرئيس الفلسطيني وقاده الفصائل الفلسطينية مرور الكرام”

وأردف :”أتمنى من مجلس التعاون استنكار الإساءات بحق دول الخليج ومن ثم إصدار قرار بوقف جميع المساعدات لهم ..قيادة تتاجر ومقاومه تدار من الحرس الثوري”.

في السياق نفسه ، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع: “أفضل قرار يتخذه العرب، هو وقف تمويل سلطة عباس الأمنية، لأن هذه الأموال لا تخدم الشعب الفلسطيني مطلقا، بل تخدم التنسيق الأمني وقسم منها يسرق من عباس والعصابة، والجل الأفضل هو تقديم أموال للموسسات الفلسطينية مثل التعليم والمستشفيات والبلديات وغيرها من المرافق التي تخدم الفلسطينيين”.

وأردف :”المرتزق معين حامد يدعو إلى تحريك 400 ألف فلسطيني في الإمارات، كان الأجدى بك دعوة معلمك محمود عباس إلى إلغاء أوسلو ووقف التنسيق الأمني، وتحريك 5 ملايين فلسطيني بالداخل، لأن الصراع مع الاحتلال يعطيك دولة وسيادة وكرامة أما الصراع مع الإمارات والعرب فإنه يحولك إلى أجير وجاسوس”.

وبين أن مشكلة محمود عباس مع الإمارات ليس التطبيع (…) مشكلته أنه لم يعد يستطيع أن يسرق أموال الشعب الفلسطيني، لأن الإمارات سوف تكون حاضرة في الداخل وسوف تقدم الأموال والمشاريع مباشرة للشعب الفلسطيني، ولن تصل إلى جيوب عباس والعصابة”.

وتابع :”في اجتماع محمود عباس مع الفصائل الفلسطينية، تحدث عن خنجر إماراتي مسموم في ظهر القضية، الحقيقة يا عباس أن الإمارات على مدى 50 عاما كانت الحاضن والداعم الأول للشعب الفلسطيني، والخنجر المسموم لم يأت إلا منك ومن عصابتك”.

في السياق نفسه، غردت الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي قائلة “آخر اجتماع لأمناء الفصائل الفلسطينية عُقد في القاهرة نهاية عام 2011م، منذ ما يقارب العقد من الزمن لم يجتمعوا، وحينما قرروا الاجتماع مجدداً كان ذلك من أجل تهديد أمن واستقرار الخليج من هو عدوكم ؟وما هي قضيتكم؟ فلسطين أم أموال الخليج؟”.

وتابعت :”يريدون دعماً ونصرة وتمويلاً ومؤازرة ومساندة، يريدون مواقفاً والتزاماً ومسئوليات وأدورا واهتماماً وأولويات ،وينتظرون اليوم أن نصمت على تطاولهم وإساءاتهم وتهديدهم لنا من على منابرهم إنهم تجار القضية وسماسرتها خسئتم وخاب مسعاكم”.

ومضت بالقول: “التاريخ يعيد نفسه وهذه المرة لا مجال لكي ننصر الآخرين على حساب أمننا واستقرارنا ولا مجال لكي نجمل ما نراه من قبح أدوار الآخرين وتهديدهم لنا”.

 

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى