موسكو لا تزال “مستعدة” لعقد مفاوضات مع واشنطن حول أوكرانيا

اجتماع طارئ لمجلس الأمن يناقش اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك

بعد اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، أكدت موسكو، الثلاثاء، أنها لا تزال “مستعدة” لعقد مفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الخميس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تعليقات نُشرت على منصة يوتيوب، “حتى في اللحظات الأكثر صعوبةً… نقول: نحن مستعدّون لآلية مفاوضات، لذلك موقفنا بقي نفسه (…) لا نزال نؤيد سلوك المسار الدبلوماسي”.

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

من جانبه، أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الاثنين، أن بلاده “منفتحة على الدبلوماسية”، لكنه شدد على ضرورة الدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في وجه العدوان الأوكراني على حد وصفعه.

وقال خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي: “نبقى منفتحين على الدبلوماسية ومن أجل التوصل الى حل دبلوماسي”، مضيفا: “ومع ذلك فإن السماح بحمام دم جديد في دونباس هو شيء لا ننوي فعله”.

وانعقدت الجلسة الطارئة بعد إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر لوزارة الدفاع بنشر قوات “حفظ سلام” روسية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وهي خطوة شجبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة خلال الجلسة.

ممثل أوكرانيا

من جانبه، قال مندوب أوكرانيا لدى مجلس الأمن إن حدود أوكرانيا “غير قابلة للتغيير” على الرغم من الإجراءات التي أعلنت عنها روسيا مؤخرا.

وقال سيرغي كيسليتسيا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن في أعقاب اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك: “الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا كانت وستبقى غير قابلة للتغيير بصرف النظر عن أي بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية”.

الصين تعلق

ودعا سفير الصين لدى الأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية بأزمة أوكرانيا إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب أي أفعال قد تزيد التوترات.

وفي تصريحات مقتضبة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص أوكرانيا، قال السفير الصيني تشانغ جون أيضا إن بكين ترحب وتشجع كل جهد من أجل حل دبلوماسي للأزمة.

هذا هراء

وسخرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد من تأكيد بوتين أن مهمة القوات الروسية “حفظ السلام” في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

وقالت إنه “يدعوها قوات حفظ سلام. هذا هراء. نحن نعرف ما هي حقيقة هذه القوات”.

ويُنظر إلى إرسال بوتن قوات روسية إلى شرق أوكرانيا، على أنه تمهيد لنشر جزء من القوات التي حشدها عند الحدود الأوكرانية.

وقالت توماس-غرينفيلد إن خطاب بوتن ليس سوى “سلسلة من الادعاءات الشنيعة والزائفة” التي تهدف إلى “ذريعة لشن حرب”.

وجاءت تعليقاتها قبيل تصريح أدلى به متحدث باسم البيت الأبيض لوكالة فرانس برس وقال فيه إن واشنطن تعتزم الثلاثاء فرض عقوبات على موسكو.

ساعات حرجة

وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو عن “أسفها” لنشر جنود روس في الجمهوريتين الانفصاليتين.

وقالت: “الساعات والأيام القادمة ستكون حرجة”، مشيرة الى أن “هناك خطر حقيقي لنشوب نزاع كبير ويجب منعه بأي ثمن”.

أما السفيرة البريطانية باربرا وودوارد فقالت إن المجلس يجب أن يكون متحدا في حض روسيا على “خفض التصعيد” و”احترام التزاماتها”.

وأضافت: “لقد جرتنا روسيا إلى حافة الهاوية. نحض روسيا على التراجع الى الوراء”، بينما اعتبر سفير كينيا مارتن كيماني إن الخطوة الروسية “انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا”.

وأضاف: “التعددية تنازع الموت الليلة وتعرضت للاعتداء اليوم كما في الماضي القريب من قبل دول قوية أخرى”.

ومن بين الدول التي دعت لانعقاد جلسة طارئة استنادا إلى رسالة بعثتها أوكرانيا للأمم المتحدة، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأيرلندا وألبانيا والمكسيك، كما أفاد مصدر دبلوماسي.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن مساء الاثنين، بعد اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، اعتراف بلاده الفوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، ودعا البرلمان الروسي إلى التصديق على القرار.

يذكر أنه في 12 مايو 2014، أعلنت دونيتسك ولوغانسك استقلالهما بعدما صوت معظم سكان المقاطعتين اللتين تقعان في حوض دونباس الشرقي في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى