إسرائيل تحوّل غزة إلى أكبر مقبرة أطفال في التاريخ

اليونسيف تعتبر القيود المفروضة على إيصال المساعدات "حكم آخر بالموت على الأطفال"

أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم السبت، أن إسرائيل قتلت أكثر من 10 آلاف طفل ورضيع في غزة بينهم مئات تحت الأنقاض منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول وحوّلت غزة إلى أكبر مقبرة أطفال في التاريخ الخديث، فيما اعتبرت اليونسيف أن القيود والتحديات المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره، هي “حكم آخر بالموت على الأطفال”.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الشهداء بلغ 17490 بينهم 7870 طفلا و6121 امرأة، قال المرصد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إن إجمالي القتلى في الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة تجاوزت 23.012 قتيل، من بينهم 9077 طفلا ورضيعا.

وأضاف “وفي ظل وجود مئات الأطفال تحت الأنقاض، وبينما تتضاءل فرص نجاتهم في ظل تعذر انتشالهم منذ أسابيع، فإنه من المرجح تجاوز إجمالي عدد القتلى الأطفال 10000”.

فيما قدر المرصد الأورومتوسطي بأن إجمالي عدد الأطفال ضحايا الهجمات التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بلغ نحو 700 ألف طفل ما بين قتيل ومصاب ومشرد من دون مأوى.

وأشار إلى أن مليونا و840 ألف شخص في غزة أصبحوا نازحين داخليا ويقيمون مع أطفالهم في مراكز غير مخصصة أو مناسبة للإيواء، وسط اكتظاظ هائل، وهو ما يلقي بتداعيات جسيمة على الأطفال وسلامتهم.

وجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته أطراف المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى مقبرة هي الأكبر للأطفال في التاريخ الحديث حول العالم، وتوفير الحماية لهم وإنهاء حالة ازدواجية المعايير الصارخة التي تسيطر على مواقفه.

حكم آخر بالموت على الأطفال

من جانبها، صفت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أديل خضر، قطاع غزة الفلسطيني، بأنه “أخطر مكان في العالم بالنسبة للطفل حيث يقتل ويصاب العشرات كل يوم”، مؤكدة أن “النظام الإنساني ينهار”.

وقالت، في بيان نشرته المنظمة، السبت، إن “أحياءً بأكملها، حيث كان الأطفال يلعبون ويذهبون إلى المدارس، تحولت إلى أكوام من الأنقاض، دون حياة فيها”.

وأضافت المسؤولة أن المنظمة والجهات الإنسانية الأخرى “ظلت تدق ناقوس الخطر منذ أسابيع”، مشيرة إلى أن فريق المنظمة التقى على الأرض أطفالاً فقدوا أطرافهم، وأصيبوا بحروق من الدرجة الثالثة، وأطفال أصيبوا بصدمة بسبب العنف المستمر الذي يحيط بهم.

وتابعت خضر: “أجُبر حوالي مليون طفل على النزوح قسراً من منازلهم، ويدفعهم القتال الآن أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة دون ماء أو طعام أو حماية، ما يعرضهم بشكل متزايد لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة بالمياه، وتتعرض حياتهم لمزيد من التهديد؛ بسبب الجفاف وسوء التغذية والمرض”.

وأشارت إلى أن القيود والتحديات المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره، هي “حكم آخر بالموت على الأطفال”، معتبرة أن كميات المساعدات التي تدخل القطاع ليست كافية على الإطلاق مقارنة بمستوى الحاجة، كما أن توزيع المساعدات أصبح يمثل تحدياً أكبر من أي وقت مضى بسبب القصف ونقص الوقود.

المستشفيات تعج بالجرحى

ميدانيا، أفاد تلفزيون فلسطين ووزارة الصحة اليوم السبت باستشهاد ما يزيد عن 170 فلسطينيا وإصابة آخرين في استهدافات إسرائيلية طالت مختلف أنحاء قطاع غزة.

كما أفاد تلفزيون فلسطين بأن مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة استقبل 62 شهيداً جراء قصف إسرائيلي على عدة منازل في خان يونس.

من ناحية أخرى، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل 71 شهيداً و160 إصابة على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية جراء قصف إسرائيلي على المحافظة الوسطى في قطاع غزة.

وفي وقت لاحق، ذكر تلفزيون فلسطين أن 37 شخصا من عائلة واحدة استشهدوا في قصف إسرائيلي على منزل ومصنع في شارع صلاح الدين في جباليا شمال القطاع.

كما أن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا في دير البلح وسط غزة أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى