توما ليمار “جوهرة” غوادلوب المشارك في كأس العالم مع منتخب فرنسا





لفت المهاجم الشاب ليمار ذو الأعوام الـ22 الأنظار مع فريقه موناكو الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ما دفع مدرب منتخب الديوك ديدييه ديشان لاستدعائه للمشاركة مع فريق بلاده في كأس العالم. ولكن رحلة “جوهرة” غوادلوب بدأت خلال طفولته في جزيرته الأم الواقعة في البحر الكاريبي، مع فريق “سوليداريتيه سكولير” حيث صقل مهاراته ليصبح أحد المواهب الواعدة في عالم كرة القدم.
عندما اصطحب والد توما ليمار ابنه ذا الأعوام الستة إلى ملعب نادي “سوليداريتيه سكولير” (التضامن المدرسي) “ليأخذ بطاقة انتسابه”، ظن مدرب الفريق في جزيرة غوادلوب الفرنسية أن في الأمر “مزحة”. لكنه أدرك أنه جادّ بمجرد أن أصبحت الكرة بين قدمي الطفل النحيل.
ويقول مدرب النادي كريستيان زيبي “يجب أن ترى توما. كان ولدا صغيرا، نحيلا لا يتمتع بمظهر صاحب موهبة كروية”، لكن في التدريب عند الساعة 15:00، “عندما أصبحت الكرة بين قدمي الصغير، فهمت أنه يجب ألا أدعه يرحل”.
في سن الثانية والعشرين، سيكون ليمار ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي ستخوض غمار مونديال روسيا 2018.
بالعودة إلى الماضي، يتفق عارفوه على موهبة “توتو”، أحد ألقابه في بدايته مع فريق الطفولة في مسقطه مدينة باي-ماهو. ولد صغير لا يلفت الانتباه، وحيد، هادئ وانطوائي. على أرض الملعب، تختلف المعادلة.
ويقول المستشار الفني في المركز الرياضي “كريبس” فرانك لويس “عندما كنت أقوم بزيارات إلى المركز، كنت أصطحبه معي وهو لا يزال في العاشرة من عمره، ليظهر للمتمرنين ما عليهم فهمه في التعامل مع الكرة”.
طفل عاقل مثابر ومتفان
قام والد ليمار بتدريبه في البداية. في مقابلة صحفية، أقر الأب بأنه “حتى الرابعة أو الخامسة، كان يركل الكرة بقدمه اليمنى، وكذلك باليسرى”، وكانت لديه “قدم يمنى سيئة” أطاحت بأحواض الزهور في حديقة المنزل بسبب الضربات غير المركزة.
هذه كانت إحدى “الأخطاء” النادرة التي ارتكبها ليمار. يصفه المحيطون به بأنه عاقل، منضبط، مثابر ومتفان: “يأتي بمفرده ليتدرب، ويعمل على ضبط التسديد من خلال توجيه الكرة إلى العارضة”، بحسب الرئيس السابق لـ”سوليداريتيه سكولير” كريستيان أجاكس.
يضيف مبتسما “عندما كنا نجري اختبارات بركل الكرة، كان يجب أن يوقفه أحدنا، لأنه لا يستطيع التوقف من تلقاء نفسه، ويستمر في ركلها دون كلل”.
ومع مرور السنين، حاز الطفل أكثر من مرة على لقب أفضل هداف في البطولات المحلية للجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي، أو حتى خارجها. خسارة مباراة أو لقب كانت تتسبب بتدفق دموع الفتى الصغير.
ويقول زيبي الذي يعد بمثابة “الأب الروحي” في تنمية المواهب الشابة “كنت آخذه بين ذراعي لأخفف عنه”.
“جوهرة”
انضم ليمار إلى فريق الناشئين في مركز “كريبس” في سن الثالثة عشرة.
ويوضح زيبي “تحدثت إلى صديق يشرف على مركز التأهيل في نادي كاين (في فرنسا) وقلت له ’أعتقد بأن لدي أفضل لاعب أنجبته غوادلوب على الإطلاق‘، فأعرب عن اهتمامه بالأمر لكنه كان مشككا”.
يضيف “بعد أسابيع عدة، زار الجزيرة وأكد ظنوني. لدينا جوهرة ذات مؤهلات فنية لا مثيل لها وذكاء خارق في اللعب”.
وقع “الجوهرة” ليمار مع كاين في 2010 على الرغم من عروض أخرى من أندية كبيرة. ويرى زيبي “بالنسبة إلى توما، نحن نعتقد بأنه فعل خيرا بأنه بدأ مع ناد صغير له طابع عائلي”.
ويرى المقربون من ليمار في غوادلوب، أن ليمار “ملجوم” في موناكو، النادي الذي انضم إليه في العام 2015 مقابل أربعة ملايين يورو فقط.
ويرى زيبي أن اللاعب الشاب “سيصعد درجات أخرى وسيكتسب الخبرة ويذهب بعيدا، ثمة مقدرات عليه اكتسابها” ليصبح اسمه بين الكبار في سوق الانتقالات حيث قد تصل بدلات الانتقال إلى 100 مليون يورو.
ويبدو أن اللاعب قادر على فرض نفسه، ويتذكر مدربه الأول أن ليمار قال له “’سيد زيبي‘، أتصل بك لأقول لك إنني استدعيت إلى منتخب فرنسا‘… هذا ما قاله لي عندما تم اختياره للتشكيلة، كان بسيطا وهادئا”.
ويختم زيبي بالقول “في ذلك اليوم، أعتقد بأنني كنت فخورا أكثر منه”.


Related Articles

Back to top button